علي اليامي :دبي
.. رحل الأصيل صاحب الصوت الموشى بالطرب والكلمات النافذة إلى القلب .. رحل حبيب الملايين في كل بلاد العرب .. رحل إبن الجزيرة العربية إبن حضرموت الفنان المعتق أبوبكر سالم الفقيه وما أقساه من رحيل .. نعم رحل بعد مسيرة حافلة من العطاء الفني الجميل مخلفاً ورائه إرثاً هائلاً من الأغنيات الخالدات والألحان التي سكنت وجدان كل عربي.
.. ولد أبوبكر سالم بن زين بن حسن بلفقيه في مدينة حضرموت في العام 1939م وعمل مدرساً لمادة اللغة العربية في مدينة عدن وأشتهر بصوته الرخيم ثم أتجه للغناء وأظهر تفوقاً في الأدب والشعر ثم ترك مهنة التدريس وأستقر بمدينة عدن حيث تعرف على رموز الشعر والفن هناكز في العام 1958 م أنتقل إلى بيروت وفي هذه الفترة سجل معظم أغانيه المعروفة لتنتشر في كل أرجاء العالم العربي.. في العام 1975 عاد إلى اليمن وأستقر في عدن ثم أنتقل بعدها إلى المملكة العربية السعودية ليقيم يمدينة جدة .
… تميز الفنان أبوبكر سالم بلفقيه بثقافته العالية التي أنعكست على أعماله الفنية بجانب عذوبة صوته وتعدد طبقاته بين القرار والجواب والقدرة العالية على استبطان النص وجدانياً فرحاً وحزناً، كما أشتهرت أغانية بالحكمة وهموم الناس وهو من الفنانين العرب القلائل الذين نجحوا في مجال التأليف والغناء التلحين والتوزيع الموسيقي وكان آخر البوماته ( دروب مغلقة) الذي أطلقه في العام 2010م . وأثرى بلفقيه الساحة الفنية السعودية بمئات الأغاني الراقية وأشهرها الأغنية الوطنية ( يا بلادي واصلي ) والتي كانت آخر ما ترنم بها في إحتفالات العيد الوطني السابع والثمانين للملكة.
…. نعم رحل أبو أصيل جسداً ولكنه سيظل باقياً في وجدان العرب من خلال أعماله الفنية الخالدة وإبداعاته الموسيقية الرائعة.