علي اليامي
… إن العمل الثقافي هو الركيزة الأساسية التي تستند عليها عملية التحولات الإبداعية الكبرى في جميع مناح الحياة بل هو النواة التي ينطلق منها التفكير الإيجابي في المجالات الاجتماعية والفكرية والاقتصادية ومن هنا تكمن أهمية هذا العمل الذي يخاطب العقل و يساهم في تكريس المعرفة من أجل خدمة القضايا الإنسانية كافة. وبناء على ذلك فقد شكلت المنابر الثقافية في المملكة منصات مهمة لإنطلاق كثير من المبدعين والمفكرين نحو آفاق جديدة وذلك في ظل الإهتمام الكبير الذي تحظى به الثقافة وأدوات المعرفة من جانب حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والتشجيع المتواصل من قبل ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لكل تفكير متزن يخدم أهداف وتوجهات المملكة في هذه المرحلة. وإستناداً على كل هذه المعطيات المحفزة ظلت ومازالت أربعائية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المشيقح الثقافية في مدينة بريدة واحة فسيحة لأهل العلم والمعرفة.
منصة ثقافية
منذ إنطللاقة أربعائية الدكتور عبد الرحمن المشيقح ظلت على الدوام تطرح موضوعات ثقافية واجتماعية هدفها تشجيع البحث، وتبادل الأفكار، و التوثيق لجميع الشخصيات والموضوعات التي تخدم المجتمع السعودي في كل المجالات وذلك لبث الوعي الثقافي والتأكيد على الثوابت الوطنية للدولة السعودية ومن هذا المنطلق حرص صاحب هذه الأربعائية و مؤسسها على دعوة عمالقة الفكر الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتاريخي لحضور جلساتها ومناقشة الموضوعات التي يتم طرحها من خلالها بكل موضوعية وبعيداً عن أي شكل من أشكال التعصب أو التحيز لفكرة معينة فكانت الأربعائية فرصة ذهبية لطالبي المعرفة الحقيقية. وتتميز أربعائية المشيقح بدراسة وتناول الكتب التاريخية النادرة والتنقيب عن نفائيس الأدب وروائع الفكر الموجودة في مكتبة صاحب الأربعائية والتي زارها عدد كبير من السفراء والأدباء والمهتمين بالكتاب من داخل المملكة وخارجها خلال السنوات الماضية حتى أصبحت واحدة من معالم القصيم الثقافية.
صيد إعلامي
لا يقتصر حضور أمسيات الأربعائية على الأدباء والمفكرين والمثقفين بل هي ساحة مفتوحة لكل المهتمين بالمعرفة الإنسانية لذلك أصبحت مقصداً لمحرري الصفحات الثقافية بالصحف السعودية التقليدية والإلكترونية وباتت مناسبة لإجراء الحوارات مع الضيوف الذين يحرصون على المشاركة فيها من داخل وخارج حدود المملكة كما جذبت الأربعائية أسماء لامعة من الرواة والمؤلفين وأهل الفن والمهتمين بالجانب الثقافي على وجه العموم وهذا التنوع جعلها تحظى بإهتمام واسع في جميع مناطق المملكة وهدفاً ثابتاً للكتاب والمشغولين بجديد الأدب والثقافة والفنون وليس غريباً على الدكتور عبد الرحمن المشيقح أن يصنع مثل هذا النجاح ويلتف حوله أهم رجال الثقافة وسدنة المعرفة فهو رجل الدولة المعروف والمؤلف والأديب الذي لا يشق له غباروالوطني الصادق الذي يدرك بخبرته الواسعة في مجال العمل العام الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في تطوير وترقية السلوك الإنساني ورفع الوعي بين الشباب لخدمة الوطن العزيز.
عناوين بارزة
كما أسلفت فإن أربعائية المشيقح لم تعد مجرد أمسية تجتمع وينفض سامرها بل صبحت مرجعاً أساسياً ومصدراً مهماً للأخبار الثقافية والاجتماعية ويظهر ذلك من خلال التغطيات التي تحظى بها هذه الفعالية الراتبة عبر الصحف ولعل أبرز ما كتب في هذا المجال العنوان الذي طالعتنا به صحيفة (مكة) مؤخراً والذي يقول بالحرف الواحد ( أربعائية المشيقح تفتح شبابيك الثقافة والاقتصاد) وغير ذلك من عناوين ولقاءات وحوارات من داخل الأربعائية تقوم بنشرها الصحافة السعودية بين الحين والآخر كشاهد واقعي على أهمية أربعائية المشيقح ودورها في توسيع قاعدة المشاركة الثقافية ليس على مستوى منطقة القصيم وحسب بل وفي جميع مناطق المملكة.
كلمات وكلمات
لا يجتمع أهل الفكر والثقافة في أية مناسبة أو فعالية إلا وكانت أربعائية المشيقح محل نقاش والكلمات عنها حاضرة حيث قال عنها الدكتور نجيب الزامل – الذي حل ضيفاً على أحدى جلساتها – بأنها ملتقى الفكر والإبداع فيما وصفها الأستاذ محمد ناصر آل مردف بنبع من عشق الوطن وساحة للتميز الإبداعي والحضور الأدبي الجميل. ويقول مدير مكتب مركز الجودة الشاملة للتدريب والاستشارات بالكويت الأستاذ سعد العدوان ( أتيحت لي فرصة حضور واحدة من جلسات أربعائية المشيقح الثقافية فخرجت بفوائد لا تحصى ولا تعد ورأيت كيف يلتقي الماضي مع الحاضر والمستقبل وكيف تتلاقح أفكار الشباب مع أصحاب الخبرة والتجارب وفي رمضان كانت الأربعائية أكثر إشراقاً وتألقاً) بينما يرى الدكتور سيد خالد في الأربعائية جسر من جسور التواصل الثقافي ونهر من المعرفة الدائمة.