بقلم: رذاذ اليحيى
نحتاج يقينًا شيئًا من البهجة لنتمكن من استيعاب ما يتضمنه الترفيه، وهذا الأمر ليس بالمستحيل إذا ما علمنا أنه بالتطبع والتعلّم، وإعطاء حيزًا من الفكر باستشعار النعيم وتفعيل الامتنان، حيث كان هذا من صفات المؤمنين بالشكر وتأمل خيرات الله ومباهج الحياة التي منّ الله بها على جميع عباده، المدركين لماهية الخير، والمنفتحين على كل جديد بالتماهي معه، وأخذ ما يتناسب مع مراحل الوعي لكل إنسان بمعرفته بنفسه.
هذا ما يبدو من خطاب رئيس الترفيه إذ تأملنا الحال سابقًا فالعائد من الترفيه كبير اقتصاديًا، ونفسيًا، ومجتمعيًا ونحن بإمكانياتنا أولى. فقد أخذ السفر خارج الدولة طابع الحاجة بحثًا عن بعض الترفيه وغير المتوفر. سُبل الترفيه عديدة، وما تم التصريح عنه تماشيًا مع الضوابط الشرعية، لا يُلزم إنما يضع الممكن خيارًا لمن يرغب بالترفيه بهذه الوسائل غير المستنكرة.
يعلمنا هذا بل ويضعنا مع أنفسنا بإدراك جلّي أن لنا حرية الاختيار، وللآخر كذلك. فاحترام خيارات الآخرين هو ما يستلزم على النفس تعلّمه والتثقف به، ليس هينًا إنما عظيمًا، فالصعود بالفكر إلى مراحل من الوعي متقدمة يحتاج لشيءٍ من الشجاعة، والصدق مع الذات.
وانفتاحنا على كل جديد ومتنوع، سواء قبلنا به أولًا أم جاء كالغريب أحيانًا لا يعني بالضرورة أننا في خطر، بل نحتاج أن نُزيح ظلمة الخوف لنرى بوضوح أننا نقف أمام البهجة بشيءٍ من التجهم، ولو أمعنا لعلمنا ما يتضمنه هذا من عائد اقتصادي ضخم يعود علينا جميعًا بالمنفعة، وعلى زحزحة هذا القيد العتيق، حتى تبدو لنا الأمور أقل خوفًا، بل أكثر بهجًا وايجابية.
وعليه فهذا الخطاب، وربما القرار والتنفيذ لا يضع أي شخص موضع الإجبار، ولا يهدد أسلوب حياته، بل يسمح لك أن تختار، كما أننا لو تأملنا فكل هذه المُعطيات نتعايش معها بشكلٍ يومي غير مخيف بإسلوبٍ آخر، منذ سنوات داخل بيوتنا وخارجها دون أن يبدو هذا قرارًا يهددنا على وجه الخصوص.
ودائمًا عيش البهجة كأسلوب حياة والترفيه أحد أوجهها، هو الامتنان لله على نعمة العيش الطيب في هذه الحياة.
1 تعليق
مها العتيبي
(لا يُلزم إنما يضع الممكن خيارًا لمن يرغب بالترفيه )
خلاصة الأمر .
اعجبني ??