بقلم: رذاذ اليحيى
ما هو واضح للعيان الآن هو التفات الشباب إلى إنشاء المشاريع الصغيرة والتوجه البحت إلى العمل الخاص، وهذا مما لاشك فيه دعم كبير ومهم للمجتمع، حيث أنَّ للشّباب دورًا كبيرًا ومهمًّا في تنمية المجتمعات وبنائِها، فطاقة الشباب الهائلة هي ركيزة مهمة في تقوية المجتمع وأساس نماءه.
وهذا متناسب ومطمئن مع نسب الاحصائيات التي تؤكد أن أعداد الشبّاب في الجيل الحالي تفوق أي عددٍ مضى عبر التاريخ.
فانشغال فئة الشباب في دعم وتطوير المجتمع يعد ظاهرة صحية تُعنى بها المجتمعات المتحضرة، من ناحية العمل في القطاعات الحكومية والخاصة، والأعمال التطوعية، والمشاركة في قضايا الرأي العام، وتعزيز الجانب الاجتماعي والثقافي، وتمثيل الوطن في محافل عامة وخاصة، ونشر الوعي الصحي، والأعمال السياسية، والمساهمة في الحِفاظ على الوطن، وتقوية الاقتصاد من خلال ما يتم طرحه من أنشطة تسويقية وترفيهية واجتماعية، وغيرها الكثير.
كما أن انتشار “المشاريع الصغيرة” يخبر بثقة عن اعتماد الشباب على أنفسهم، والدخول في السوق التنافسية، والتنحي عن خط الانتظار الطويل لطالبي الوظائف، في هذا مساهمة فاعلة ورائعة في تطوير الاقتصاد، والحركة الايجابية في وسط الشباب. أيضًا فالأفكار الشبابية المتماشية مع احتياجات الشباب أمثالهم أصبحت متناسقة وجالبة للربح، بل بلغت ما هو فوق المتوقع من نجاح.
وهذا يخبرنا بأن الفكرة إذا فُعلّت في مساربها الصحيحة فإنها تأخذ طابع التنفيذ فالنجاح، وبعدئذ يمكن أن تولد آلاف الأفكار التي تقوّم المشروع وتبقيه في طريقه الصحيح حيث يبدأ بالسعة والانتشار.
وهذا تمامًا ما تهدف إليه التنمية ورؤية المملكة، بالاعتماد على فئة الشباب، والتركيز على مُعطياتهم لما فيه من تعزيز لقدراتهم، والارتقاء بإمكانياتهم. كما أنّها تُعنى بجوانب الإنسان المعنويّة لتُمكّنه من أن يكون فَردًا صالحًا قادرًا على تَحقيق حاجاته وحاجات مجتمعه، كما يُعدّ الفرد الوسيلة والأداة التي تقوم التنمية بتحقيق غاياتها وطموحاتها من خلاله عبر تفاعله الإيجابيّ، وعلّمه، وعملِه.
وأخيرًا فإننا نفخر اليوم بما نشهده من عطاء وفكر وعمل شبابنا من الرجال والنساء، ومقدرتهم على صُنع الأفكار، وتحدي الصِعاب، والموازنة بين المادي والمعنوي، والتطور الذي يمتد من خلالهم على كامل المجتمع.