علي اليامي : دبي
… المصطلحات الشعبية في العادة تحمل معان ومضامين عميقة تعبر عن حالة أو وضع أو ظاهرة بعينها في كل مكان وزمان وتجد مثل هذه التعابير الشعبية حظها من الانتشار بين مختلف مكونات المجتمع الذي ينتجها ومن ثم تشكل المفاهيم الجماعية حول الظاهرة.
.. (السربوت) واحدة من الألفاظ التي حظيت بتداول واسع داخل المجتمع العربي عموما والخليجي على وجه الخصوص وقد أطلقت في ظرف اجتماعي معين للتعبير عن فئة من الناس يخالفون ما إعتاد عليه المجتمع من عادات وتوجهات خاصة في مجال الفن واللبس وهذا يقابل تعبير ( التغريد خارج السرب) الذي يستخدم اليوم في اوساطنا الاعلامية. وكلمة (السربوت) قال بعض الباحثين انها لفظة عربية خالصة محرفة من كلمة السراب بينما يرجح آخرون الى انها ذات جذور عبرية أو سيريانية وما يهمنا هنا أن هذه الكلمة انتشر استعمالها في سبعينات القرن الماضي وحتى الثمانينات منه خاصة داخل المجتمعات البدوية وأرتبطت ارتباطا وثيقا بكل من كان يستمع لأغاني الفنانات تحديداً ثم اصبحت تطلق على كل من يخالف ماهو معتاد داخل المجتمع ومن المفارقات أن كثير من أبناء الجيل الذين وصفوا بهذه الكلمة هم اليوم يشكلون قادة المجتمعات في كل المجالات بينما أصبحوا (السرابيت) في وقتنا الحاضر هم متعاطي المخدرات ومرتكبي الجرائم وأصحاب الفكر المتطرف في عالمنا العربي .. فكم هو شاسع الفرق بين الامس واليوم حتى في اطار التعابير الشعبية!!