تهاني الحميري :دبي
مما لا شك فيه أن مصطلح السعادة يعد من بين المصطلحات ذات الأبعاد الجدلية التي تناولها بالتحليل والتفسير الكثير من الفلاسفة والكتاب والمفكرين على مر العصور والأزمان.. وفي التقرير التالي سنكون أمام فصل جديد من التجارب العملية الناجحة في مضمار السعادة، التي خاضت غمارها القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ووضعتها لنا في براويز من إنجازات مضيئة وأفكار مبتكرة..
استحدثت الإمارات “وزارة السعادة” لمواءمة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها كافة لتحقيق سعادة المجتمع، ولا يقتصر الهدف الأساسي لهذه الوزارة على إسعاد الشعب بمختلف فئاته، بل الوصول بالإمارات لتكون الأولى على مستوى العالم في السعادة، أي أن يكون شعبها الأسعد في العالم، وتم الإعلان عن تشكيل وزارة السعادة ووزيرتها معالي عهود خلفان الرومي خلال فبراير من العام الماضي، وتلاه في مارس إعلان معالي الرومي عن البرنامج الوطني للسعادة، ليكون بمثابة خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف وجعله واقعاً لا مجرد شعارات.
الأولى..
وبالعمل الدؤوب وفقاً للميثاق الوطني للسعادة والإيجابية، الذي اعتمده مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، حاكم دبي، رعاه الله، والذي ينص على التزام حكومة دولة الإمارات من خلال سياستها العليا وخطــــطها ومشاريع وخدمات جميع الجهات الحــــــكومية على تهيئة البيئة المناسبة لسعادة الفرد والأسرة والمجتمع وترسيخ الإيجابية كقيمة أساسية فيهم مما يمكنهم من تحقيق ذواتهم وطموحاتهم، حقّقت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عربياً والـ 21 عالمياً في مؤشر السعادة بحسب تقرير السعادة العالمي لعام 2017 الصادر عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا، بإشراف الأمم المتحدة وبالتزامن مع احتفال العالم باليوم الدولي للسعادة الذي يصادف 20 من مارس.
ووفقاً للتقرير، فقد سجلت الإمارات المركز الـ12 عالمياً بعد أن كانت سجلت المركز الـ15 العام الماضي على صعيد سعادة مواطنيها متقدمة على العديد من دول العالم الرائدة مثل النمسا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة وأيرلندا.
وحلّت الدولة في المرتبة الأولى عربياً لثلاث سنوات متتالية، فيما تقدمت من المركز 28 إلى المركز 21 عالمياً في مؤشر سعادة الأفراد المواطنين والمقيمين على أرضها من دول أخرى، لتسجل بذلك تقدماً نوعياً بمقدار 7 مراكز مقارنة بتصنيفها في تقرير السعادة العالمي لعام 2016 الذي تصدرته النرويج تلتها الدنمارك وأيسلندا ثم سويسرا وفنلندا.
ويعتمد تقرير السعادة العالمي في تصنيف الدول الأكثر سعادة في العالم على نتائج المسح العالمي الذي يجريه معهد “غالوب” مستنداً إلى سؤال واحد حول تقييم المستطلعة آراؤهم لحياتهم اليوم على مقياس من صفر إلى عشرة بحيث يعبر الصفر عن انعدام الرضا عن الحياة و10 عن الرضا التام عن الحياة.
تقدّم ملحوظ
وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للسعادة، أن ما حققته دولة الإمارات من تقدم ملحوظ في تقرير السعادة العالمي لعام 2017 يعد إنجازاً نفتخر به ويشكل نتاجاً للرؤية السديدة لدولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، ولتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي “رعاه الله”، الذي يؤكد أن ” إسعاد الناس سيظل غاية وهدفاً وبرامج عمل حتى يترسخ واقعاً دائماً ومستمراً” وللمتابعة المستمرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
مؤكدة أن هذا الإنجاز جاء نتاجاً لتضافر جهود جميع الجهات الحكومية التي عملت بتفان على تنفيذ توجيهات القيادة وتعاونت فيما بعض في تطوير برامج ومبادرات عزّزت بيئة السعادة والإيجابية في مجتمع دولة الإمارات.
مليونية العطاء
وأكّدت معالي وزير الدولة للسعادة، أن عام الخير عنوان ملهم ونهج إنساني رسمته القيادة الرشيدة، معلنة عن إطلاق مبادرة “مليونية العطاء” التي تهدف إلى الوصول لمليون عمل معطاء بنهاية العام الجاري، في وطن تأسس على مبادئ الخير والعطاء.
وقالت معاليها في تغريدات عبر حسابها الرسمي في تويتر: “عام الخير عنوان ملهم ونهج إنساني رسمه قادتنا لنملأ شهوره بالعطاء، ونعزز أيامه بالتعاون والمسؤولية المجتمعية، وأضافت: “العطاء معد، يسمو بالنفس، ويرتقي بالروح، ويسعد الناس، ويثري قيم التفاؤل والإيجابية في المجتمعات بأثره العميق والمستدام”.
وأضافت معاليها: «استلهمنا من هذا العنوان مبادرة مليونية العطاء التي تهدف إلى الوصول إلى مليون عمل معطاء بنهاية عام 2017 في وطن تأسس على مبادئ الخير والعطاء، وللعطاء أشكال مختلفة، مادية ومعنوية، من ابتسامة إلى خدمة، إلى مشاركة وتعاون”.
وشجّعت معاليها على المشاركة في المبادرة قائلة: “أدعو الجميع للمشاركة في مبادرة مليونية العطاء بصورة أو فيديو قصير وإرسالها عبر وسم #مليونية_العطاء، فالعطاء مبتدأ كل خير والتعاون والتعاطف منتهى كل عطاء، فبه تسمو الروح وتتحقق مبادئنا الإنسانية وقيمنا الوطنية”.
رحلة السعادة
احتفلت الإمارات بالسعادة بطرق مبتكرة ومبهجة، لا تقتصر على الشعارات وعبارات التفاؤل، بل تتعدّاها لتشمل مجموعة من القيم المشمولة في فعالية ترفيهية، فالسعادة كما قالت معالي عهود الرومي “رحلة وليست وجهة نهائية”، ومن هنا جاء اسم الفعالية التي ستحتفل بها الدولة سنوياً بالتزامن مع يوم السعادة العالمي في 20 مارس من كل عام، فالسعادة هي رحلة فيها الصحة وفيها التنوع وفيها التواصل والتسامح والإيجابية. وتحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، انطلقت في دبي فعاليات “رحلة السعادة” التي حملت 5 قيم أساسية، وتم تصميمها بحيث تكون مسلية ومفيدة في الوقت ذاته فهي تركز إضافة إلى العطاء، على قيم الإيجابية، والامتنان، والعلاقات، والغاية الأسمى للحياة، ضمن رسالة موحدة متعددة الثقافات تتميز بالتناغم والانسجام.
وحظيت الفعاليات بمشاركة مجتمعية واسعة من مختلف الأعمار والجنسيات والثقافات عبروا معاً عن سعادتهم من خلال أنشطة وفعاليات ترفيهية وتوعوية وتثقيفية هادفة لترسيخ أسلوب حياة سعيد وإيجابي ومستدام.