بقلم: رذاذ اليحيى
في إحصائية الدول الأكثر سعادة لعام 2017، نجد السعودية حصدت المركز الثالث خليجيًا، بعد دولة الإمارات وقطر، والمركز (37) عالميًا، هذه المراكز مهمة ومحط انتباه وتقدير، وتجعلنا نقلّب بعض الأحداث الأخيرة والفعاليات المقامة، متنحين بعض الشيء عن مواقع التواصل الاجتماعي، ومدركين للحدث القريب الذي عايشناه، ومرّ بنا.
تقوم بعض الإحصائيات والدراسات على نتائج محددة، وأرقام وجداول ونسب معينة؛ تؤخذ بعين الاعتبار لكل ما يجب فيه أخذ المقاييس ووضع المراكز والأولويات. لذا ما نشهده الآن هو نتيجة نسب محددة تقوم على الحرية، الصحة، الرخاء، السخاء والتكافل الاجتماعي. وذلك لاعتبار السعادة هدفًا عالميًا وعنصرًا استرشاديًا للسياسات الحكومية.
ما تقوم به هيئة الترفيه لدينا الآن في الحسبان إذا وضعنا للترفيه مقام مهم في رفع بنية السعادة داخل الكيان الإنساني، فمتى انشغلت الإنسانية بالترفيه والبهجة ابتعدت عن أي أسباب أخرى خلاف هذا.
ما نأمل أن يكون وصرنا نلمس بوادره من رؤية المملكة 2030؛ هو بوابة فُتحت لينفذ من خلالها النور والبهجة، تلك التي ظلّت لوقت مغيبة عن المشهد العام. لكننا اليوم نخطو خطوة نحو العمق لنمد يدًا مساعدة ومقومة في أصل سعادة الإنسان.
وهذا ما يجعلنا ندرك أهمية دور السعادة في إصلاح الفرد وانطلاقه مجتمعيًا بشكلٍ سليم وصحي، وهو ما قامت به أمارة دبي من وضع وزارة للسعادة إيمانًا منها بأن السعادة ركيزة أساسية في النهوض بالفرد والمجتمعات.
فالسعادة أولًا اختيار فردي وقرار يجب أن يتخذه الشخص، ليرى بعدئذ ما يمكنه أن يُحسّن من حياته، ويضيف إلى دولته ومجتمعه ويكون جزء مثمر قوي ورائع، لا يمكن أن يتغلب عليه شيء، مدركًا بهذا القرار أن السعادة فتحت باب روحه إلى عالمه الفسيح، إلى أن يكون مُعديًا بالبهجة والإيجابية والخير والمنفعة، تلك العدوى التي نسعى إليها جميعًا ونود بعمق الإيمان بها ونشرها.