تصوير : أنور راضي الأحمد.
سعيًا في المحافظة على الغطاء النباتي والبيئة الزراعية ومكافحة الآفات المضرة بها، يبذل فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية جهودًا في مكافحة آفة سوسة النخيل الحمراء لما تشكله من تهديد لأشجار النخيل وإنتاجها من التمور،وذلك من خلال برنامجي ” مكافحة سوسة النخيل الحمراء بالقطيف والأحساء ” و “قسمي المكافحة في القرية العليا وحفر الباطن ” .
وتتضافر الجهود الوطنية منضوية تحت برنامج وزارة البيئة والمياه والزراعة ” مكافحة سوسة النخيل الحمراء ” الذي رصد له مليار و766 مليون ريال، بهدف الحفاظ على سلامة النخيل بالمملكة، وَفْق خطة متكاملة للقضاء على هذه الحشرة الفتاكة تضمنت زيارة المزارع وفحص الأشجار وعلاج المريض منها، إلى جانب إقامة تدريبات عملية للمزارعين لتثقيفهم بأضرار هذه الحشرة وكيفية التعامل معها .
وتأتي الجهود متوازية في المنطقة الشرقية التي تشتهر بعض محافظاتها بزراعة النخيل وإنتاج التمور ، في سبيل القضاء على هذه الآفة، التي تهاجم ما يقارب 40 نوعًا من أشجار النخيل ، إلا أن النوع المفضل لديها هو شجرة نخيل التمر ، وبخاصة الأشجار التي تقل أعمارها عن 15 عامًا ، وأكثر أجزائها عرضة للإصابة هي الرواكيب والفسائل ومنطقة قطع الفسائل والتكريب ورأس النخلة.
ووَفْقًا لمدير عام فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية المهندس عامر بن علي المطيري ،فإن وتيرة العمل الوقائي والعلاجي للنخيل متصاعد بقدر خطورة هذه الحشرة ” سوسة النخيل الحمراء ” لشراهتها في التغذية وقدرتها التكاثرية العالية إذ تضع ما بين 200 إلى 500 بيضة خلال فترة حياتها ، وتغطيها بمادة صمغية ، ومن ثم يفقس البيض وتصبح يرقات فشرنقات إلى أن تصل عذارى فحشرة كاملة .
وبحسب الأبحاث العلمية فإن طور اليرقات يعد المرحلة الأكثر ضررًا على الأنسجة الحية لجذع النخلة خاصة الأنسجة الوعائية من خلال نخرها في جميع الاتجاهات ، مما يؤدي إلى تهتك الجذع وتجويفه ، وتمايله الملحوظ بفعل الهواء القوي والرياح ، وفي حالة الإصابة الشديدة خاصة في منطقة الرأس ” الجمارة ” تسقط النخلة وتموت، في عملية تستغرف 6 إلى 12 شهرا.
من جانبه أفاد المشرف على برنامج ” مكافحة سوسة النخيل الحمراء ” بالمنطقة المهندس محمد بن علي القلاف، أن برنامجي المكافحة في القطيف والأحساء وقسمي المكافحة في حفر الباطن والقرية العليا يعملان على التصدي لهذه الآفة ؛ عبر قيام فرقها الميدانية بأنشطة متعددة تشمل الكشف والفحص ، ورشَّ المبيدات والمعالجة ، وإزالة النخيل ذات الإصابة البالغة ، إلى جانب اتخاذ الإجراءات الوقائية ، والتوعية بخطر هذه الآفة وأهمية الوقاية منها.
وأبان أن أعمال المكافحة خلال شهر يوليو الماضي التي يباشرها 535 موظفًا وفنياً مدعومين بـ 215 سيارة ، و 5 آليات ، شملت فحص 843235 نخلة ، تبين إصابة 1628 منها ، وجرى معالجة 1302 نخلة ، وأزيلت 326 نخلة مصابة ، و 1170 أخرى مهملة ، إلى جانب أعمال الرش لـ 9499 نخلة بالمبيدات ، واستخدام 8467 مصيدة فرمونية .
