علي اليامي
… يرحل الإنسان عن هذه الدنيا وتظل سيرته الطيبة وعمله الصالح هو الميراث الذي يبقى بعده ويتناقله الناس جيلاً عقب جيل وحين يكون الراحل واحد من الذين أفنوا حياتهم من أجل اسعاد الآخرين فإن رصيد هذا الميراث يكون مختلفاً تماماً…
… مؤخراً فارق الحياة الكريم الأصيل و الوطني والمثقف الواعي الشاعر علي بن بلال اليامي أو كما يحرص الجميع أن يطلقوا عليه ( شاعر يام).. نعم كان شاعر نجران والمعبر عن جبالها وسهولها ووديانها وكرم أهلها .. عاش علي بن بلال بيننا وهو يحمل عشقاً سرمدياً لهذه المنطقة انعكس في كلماته وشعره ومشاعره فأصبح كما كان واراد وحين رحيله بكته القلوب قبل العيون واكتست جميع المحافظات والقرى والهجر بالحزن الأليم وافتقدته مجالس نجران العامرة بشيوخها وشبابها و المعروفة بفيض كرمها ورحابة صدرها لأنها أحبته بادلته حباً بحب مثلما كان يعشقها .. وستظل نجران المدينة والسكان يفتقدون هذا الصوت الذي عطر أمسياتها بالأشعار والمًواقف النبيلة.. رحل رجل أسر العقول والقلوب وسكن في وجدان الجميع بعد أن نقش اسمه بمواقف ستظل باقية ما بقي الزمان..
… لم يكن علي بن بلال اليامي مجرد شاعر فحسب بل كان إنسان متفرد في كل شيء، وصاحب عطاء لا يعرف الحدود، وكرم يعجز عنه الوصف، وتبقى الكلمات عاجزة بل مشلولة في احتواء مآثره واعماله . كان شاعر زمانه احتفى به الجميع الأمراء والأدباء ، والشيوخ، والشباب، والأكاديميين، والأطباء وكذلك البسطاء من الناس وفي كل مقام كان محل احتفاء وموضع ترحيب .. كان صادقاً .. ودوداً .. و وطنياً مخلصاً.. نعم رحل شاعر يام عن دنيانا جسد ولكن روحه الطاهرة الشفافة وأشعاره الموثقة ستظل باقية في الوجدان لأنها كانت نابعة من قلب كبير عشق الناس والوطن ونجران .. عليك رحمة الله ورضوانه أيها الفارس النبيل.