علي اليامي : دبي
…كم هي غريبة أحوال الناس حينما يتعلق الأمر بالمال وكنز الثروات فمن هنا يبدأ التمايز بين فريقين مختلفين رغم أنهما يلتقيان في صفة الإنسانية .. فريق يمتلك كل شيئ وآخر ليس له نصيب إلا العوز وقلة الحيلة إنها لعبة الحياة الأزلية تدور أحداثها منذ آلاف السنين بين الأثراياء والفقراء . وفي عالمنا العربي يبدو أن هذه اللعبة أكثر خشونة وتدافعاً عن مثيلاتها في دول العالم الأخرى .. هنا إما أن تكون من المحظوظين فتجد طريقك إلى المال والثروة مهما كانت الوسائل والأسباب إلى جمعها أو أنك تسقط فريسة للفقر والعوز والحاجة والعامل المشترك كما يقولون هو ( صفر مسروق) .. نعم هو الصفر الذي قفز بأرصدة الأغنياء وجعلها تتناسل وتتكاثر في كل دقيقة وثانية بينما الآخرين وجدوا أنفسهم لأسباب معلومة أو مجهولة يرزحون تحت وطأة هذا ( الصفر) القاهر فيزداد فقرهم يوماً بعد يوم ولا يجدون طريقاً للخروج من دائرته أو الهروب إلى جبل يقيهم شر الحاجة وصدق الأديب المصري أنور مصطفى حينما وصف هذه المعادلة بأنها ثقافة سادت العالم بأجمعه حيث شهد العالم أغرب حالة سرقة وهي كما قال ( سرقة الصفر ) أو سرقة الأحلام وتختلف الوسائل ولكن الضحية واحدة .. وهكذا يستمر الحال فكلما أزداد الأغنياء ثراء إزداد الفقراء فقراً .. إنها لعبة غير عادلة الرابح فيها هو من يعرف كيف يستغل الواقع تحت كل الظروف ولا يرى في هذا العالم إلا نفسه لأن كل العالم يصفق له ولا يأبه بالفريق الآخر .. إنها لعبة الحياة المجنونة.
