علي اليامي : دبي
شغلت الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية يوم غد السبت كافة الأوساط السياسية والإعلامية على جميع المستويات و تترقب هذه الأوساط باهتمام كبير الخطاب التاريخي الذي سيلقيه الرئيس ترمب أمام 55 من القادة والزعماء ورؤوساء الحكومات الإسلامية والعربية الذين تأكد حضورهم في هذا الحدث العالمي الكبير . ويرى كثير من المراقبيين أن السعودية من خلال دعوتها وتنظيمها لهذه القمة سوف تتمكن من إعادة أمريكا بوجها الجديد إلى الساحتين العربية والإسلامية وذلك عبر ملفات في غاية الأهمية على رأسها كيفية مواجهة الفكر المتطرف ومحاربة الإرهاب بجانب عدد من القضايا الدولية الحيوية من بينها الأمن والأستقرار الشرق الأوسط وعدد من الملفات الساخنة بالمنطقة .
مرحلة جديدة
توقعت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية التي أبدت اهتماماً واسعاً بزيارة ترمب إلى المملكة العربية السعودية أن تكون هذه الزيارة هي بداية حقيقية لعلاقات أكثر فاعلية بين أمريكا والعالمين العربي والإسلامي وقالت الصحيفة : إن ترمب يحمل في حقيبته رسائل مهمة سوف يوجهها إلى العالم من خلال القمم الثلاث التي سعقدها في الرياض مؤكدة بأن ترمب يسعى من خلال هذا الحدث العالمي أن يوضح نوايا الولايات المتحدة الإيجابية تجاه العرب والمسلمين خلال المرحلة القادمة وأن تضع حداً لكل التصورات الخاطئة والصور المشوهة عن موقف أمريكا من الإسلام والمسلمين. وفي المقابل أشارت عدد من وكالات الأنباء العالمية إلى أن القيادة السعودية بتنظيمها لهذه القمم الثلاث تؤكد مرة أخرى أن المملكة مازالت تمثل رقماً مهماً على مستوى الفعل السياسي والاقتصادي والأمني في المنطقة والعالم من خلال توجهاتها المعتدلة وعلاقاتها القوية مع مختلف الدول العربية والإسلامية.
مهام محددة
سفير المملكة الأردنية الهاشمية السابق لدى المملكة العربية السعودية جمال الشمايلة قال إن هذه الزيارة تعكس الجهود المكثفة التي تبذلها المملكة على الساحة العالمية من اجل توسيع دائرة المساهمة العربية والإسلامية على الصعيد الإقليمي والدولي وأشار الشمايلة إلى أن الدور السعودي الكبير في مكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة جعلها اليوم تمثل حائط الصد الأول في مواجهة الأزمات المتعددة التي تشهدها المنطقة وعلى رأسها الملف السوري والأوضاع في اليمن والصراع العربي – الإسرائيلي ، وتحجيم المد و الأطماع الإيرانية في كثير من الدول العربية والإسلامية.
القمم الثلاث
وفي الإتجاه ذاته يرى الباحث السياسي بجامعة بوسطن باركب سبفونت إن القمم المرتقبة توضح الرغبة الكبيرة لدى الرئيس ترمب في إعادة تموضع الولايات المتحدة على الساحة الدولية ولعب دور أكثر فاعلية في مسألة التطرف والإرهاب وقال سبفونت إن هذه التجمع العربي الإسلامي – الأمريكي من شأنه أن يضع حداً فاصلاً بين الإسلام المعتدل والتطرف من خلال توثيق العلاقات بين أمريكا والعالمين العربية الإسلامية من خلال الكبير الذي تطلع به المملكة العربية السعودية في عدد من الملفات المهمة بالمنطقة. فيما أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي إتش.أر. مكماستر، أن البيت الأبيض حدد ثلاثة أهداف لجولة ترامب ولقاءات القمة الثلاث في السعودية أولها – حسب مكماستر – إعادة التأكيد على دور الولايات المتحدة القيادة على الساحة الدولية، وبناء علاقات مع زعماء عالميين من الدول العربية والإسلامية، وأهمية التعايش السلمي والبناء بين معتنقي الديانات السماوية الثلاث في العالم.
أطماع إيران
من المقرر أن تفرد القمم المنتظرة مساحات واسعة للدور الإيراني السالب في المنطقة ومحاولاتها المقلقة لتوسيع الفوذ في الدول العربية والإسلامية والتهديد المباشر الذي تمثله إيران للأمن والاستقرار العالمي ودورها المتعاظم في كل من العراق وسوريا واليمن. يقول مستشار الدراسات الدولية في كندا إن القمة العربية الإسلامية – الأمريكية تحمل رسالة واضحة إلى النظام المتشدد في إيران مفادها أن أمريكا تسعى نحو الوصل إلى إتفاق كامل على أرضية مشتركة لمواجهة النظام الإيراني .