بقلم أسامة بولقدام
إن الموقع الجيستراتجي لليبيا مع الجزائر يدفع هذه الاخيرة الى التوجس من التدخل العسكري في ليبيا
و التصريح الأخير لتركيا على الدخول إليها، أدى إلى تحرك الجزائر مباشرة في الوضع من أساسه و أخذ موقف من ذلك. بعد إجتماع مجلس الدولة للأمن قامت الدولة الجزائرية بإعلان حالة استنفار لحماية الحدود الشرقية في حال دخول ليبيا في صراعات عسكرية ما يسهل تسلل الجماعات الإرهابية إلى الأراضي الجزائرية، وعلى هذا يجب على الجزائر فرض الحوار السلمي بين حكومتين وايجاد حل بين أفراد الشعب الليبي و الحفاظ على امن و استقرار البلد.
اما ما تقوم به تركيا بتدخل جيشها إلى الأراضي الليبية هو عدم جديتها في الحل السلمي السياسي و الذهاب بالمنطقة إلى الصراع بين الحكومتين و خلق الفوضى و الميليشيات الارهابية، و هذا تدخل في شأن داخلي لليبيا بمثابة اختراق للتعهدات و أعراف دولية وعدم الحفاظ على أمن البلد و المنطقة.
على الجزائر فرض كلمتها في إقليم شمال إفريقيا و الحفاظ على أمن المنطقة لأن أي صراع في المنطقة ستكون الجزائر مستهدفة منه، فالسياسة الجزائرية تعمل على خروج ليبيا بحل و إعانة الشعب الليبي عن طريق بعث طائرات الجيش الجزائري و الهلال الأحمر الجزائري محملة مساعدات غذائية و طبية أكثر من مئة طن للإخوة الليبيين و الوقوف معهم في هذه الأزمة التي استنزفت خيراتها و أرواح الأبرياء و عدم توفر بيئة التطور و النمو الاقتصادي و جعل ليبيا في أزمة خانقة، وهذه حالة الصعبة تجبر الشعب الليبي على الهجرة و التشرد و اللجوء إلى دول الجوار بالملايين و منها ما يسفر إلى الإنضمام لمجموعات إرهابية و منها ما يخلق جماعات جديدة وإحياء الخلايا النائمة. على الجزائر ان تكون الحكم العادل وعدم قبول أي تدخل عسكري في شأن داخلي لليبيا سواء من تركيا أو أي دولة أخرى والحفاظ على الأمن و الاستقرار و جعل علاقة أخوية وقوية بين الفراقاء في المنطقة.