بقلم : رذاذ اليحيى
بتنا نلمس التقدم الملحوظ، والانفتاح الذي صار نحو الاتساع والوعي أكثر، فيما يتعلق بنشر الثقافة، وتقويم المجتمعات، ومشاركة الأفكار وتنوعها، ومخاطبة المجتمع بأطروحات تواكب النهضة الفكرية والثقافية الحالية. وهذا فيما يختص بتولية المراكز والمختصين والاستشاريين في المنتديات الثقافية، والدورات التدريبية، وما يتخللها من طرح لمواد ثرية تُساهم في بناء الفكر المجتمعي المتقدّم، هذا الاتحاد التنموي هو ما تُقام له الجهود، وتُذلل له الصِعاب، لأننا بحاجة دائمة ومستمرة للنهضة الفكرية ومواكبة التطور الفكري والعالمي، الذي لابد آتٍ، والتماشي معه هو السبيل إلى الابتكار والتجديد والاتساع، وأخيرًا إلى الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أكثر تطورًا ونضجًا ومعرفة.
ولمثل هذه المنتديات الثقافية دور في تعزيز العلاقة بين الفكر المثقف والواعي والفئات الأخرى باختلافها، هذه العلاقة التي تضع على عاتق المنتديات دور كبير ومهم في توجيه الوعي الاجتماعي واستنهاض القدرات الإنسانية نحو الانفتاح الفعّال والعمل المثمر.
وما يتم العمل عليه داخل هذه المنتديات من انتقاء الأكاديمي أو المثقف أو صاحب وعي وخبرة ليست بالخطوة الهينة إذ عليه ينطوي ما يتم تقديمه من مواد وفائدة يكرّس لها الجهود، وهذا هو الهدف الذي تتبلور عليه قيمة المنتديات والمؤتمرات الثقافية والفكرية التنموية.
فتهيئة المناخ المُناسب لهذه المؤتمرات من شأنه التركيز على الأهم وهو نشر الوعي وفتح مجال للحوارات العلمية والفكرية التي تضم الخبرات والعقول باختلاف الأعمار والأجناس والمناطق. فهي بيئة تحفّز على التسامح والتعاطي الثري والمرونة وتقبّل الآراء باختلافها، وهذا ما يدعو إلى بقاء هذه المنتديات بتحقيق أهدافها.
وما يحدث بعض حين من عرقلة لقيام المنتديات لا تتصل بالمعنى بل تأتي على ظاهرة تضع حدًا للتقدّم المنشود، هذا العائق الذي قد لا يرى القيمة الكبرى بالتركيز على القشور، والتي صدقًا قد لا يُكترث لها في السياق العام للمعنى الثقافي والقيمة الفكرية الكبرى.
فالنهوض الفكري المجتمعي في استمرار مثل هذه المنتديات يعطي حيوية وقوة، لأنه يبث الطاقة والاستمرارية نحو التقدّم والدافعية للبذل والتجدد والمقدرة على حل المشكلات وتوسيع الآفاق ومد جسور التواصل المعرفي والثقافي.