علي اليامي
.. في مثل هذا اليوم من كل عام نستعيد صفحات ناصعات من تاريخنا المجيد .. في مثل هذا اليوم تتجسد التضحيات، وتتداعى البطولات لتشكل لوحة رائعة الجمال تمتد على مساحة هذه الأرض الطيبة المباركة .. إنه يوم ميلاد الوطن حين تمكن المؤسس الجسور الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن – طيب الله ثراه – وخلفه الرجال الصناديد من لم شتات هذا البلد تحت راية واحدة مازالت خفاقة فوق الجميع تحكي عن فجر ذاك اليوم السعيد.. وكانت الخطى ذات الخطى على عهود الأبناء الملوك الميامين من سعود، وفيصل ، وخالد، وفهد، وعبد الله الذين أرتوا من ذاك النبع و نهلوا من ذات المعين ليكتبوا صفحات مضيئة في سفر هذا الوطن الكبير .. ويا له من سفر عظيم سطرت أحرفه من ذهب ونور .. من هناك كانت البداية والبسالة والحكمة وها نحن اليوم رجالاً ونساء شيباً وشباباً من أبناء وبنات هذا الشعب الكريم نستظل تحت هذه الراية الخضراء جيلاً بعد جيل لنكتب رحلة الخلود…
… اليوم نعيش تباشير الذكرى السابعة والثمانين لتوحيد المملكة ويحق لنا أن نحتفل جميعاً ونفخر بهذا الوطن الجميل ونحن نتفيأ ظلال حكم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه – و ولي عهده الامين الأمير محمد بن سلمان وما أكرم العيش تحت هذه الشجرة الوارفة… إنها ( المملكة العربية السعودية) .. الأرض المباركة .. سيدة البلدان وأميرة الأوطان .. نعم هنا الأمن والأمان .. هنا الشموخ والعز كان، والمستقبل يرسل البشرى ذات اليمين وذات الشمال في عهد سلمان.
.. الرابع من شهر محرم في هذا العام ليس مثل كل الأيام، بل هو أيقونة على جبين الزمان ، وذكرى حبيبة من تاريخ هذا الوطن منقوشة في وجدان كل فرد من أبناء هذا الشعب الذي استحق بجدارة هذا الفرح العظيم وهو يقدم في كل يوم جديد نماذج فريدة من الوفاء والإخلاص والولاء للتراب والقيادة، ويتطلع بعيداً نحو آفاق الريادة.. فما أجمل اللحظات الخالدات حين يمتزج فيهن الأمس الجميل بالحاضر النبيل.
… تمر علينا هذه الذكرى الحبيبة وبلادنا تقف على أعتاب فجر جديد .. فجر يحمل بين جوانحه رؤية ثاقبة نحو غد مشرق ومستقبل عريض. (2030) الطموح، والآمال.. الواقع والحقيقة.. لن تبدأ المملكة السعيدة من حيث انتهى الآخرون بل ستفتح صفحات جديدة للريادة،والقيادة، والتميز على جميع المستويات مؤكدة دورها التاريخي في العالم الإسلامي ومتوثبة نحو أدوار متقدمة في محيطها والإقليمي، و مؤهلة بحكمة قيادتها وصلابة شعبها لتأخذ موقعها المستحق على الصعيد العالمي.
… هنيئاً لنا قيادة وشعباً بذكرى الوطن ولتخسأ كل أصوات العمالة والفتن… وكل عام والمملكة جوهرة على جبين الزمان والمكان.