الجودة : التحرير
اشادت فرنسا الخميس ب “التقدم” الذي احرزته قوات المشير خليفة حفتر في بنغازي وذلك بعد ان اعلن الرجل القوي في شرق ليبيا “التحرير الكامل” للمدينة من المسلحين الاسلاميين المتطرفين بعد اكثر من ثلاث سنوات من المعارك.
وقالت انياس روماتي-اسباني المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية ان باريس “تشيد بكل تقدم في مجال مكافحة الارهاب مثل الذي احرزته حاليا قوات المشير خليفة حفتر ضد المجموعات الارهابية في بنغازي”.
واضافت “وحتى تكون هذه النجاحات مستدامة يجب تشكيل جيش ليبي نظامي تحت امرة السلطة المدنية وذلك لمراقبة مجمل الاراضي الليبية والحدود”.
وكان المشير حفتر شن خلال ربيع 2014 عملية اطلق عليها “عملية الكرامة” لتحرير بنغازي من المتطرفين الاسلاميين.
ولا يعترف حفتر الذي اعلن نفسه قائدا للجيش الوطني الليبي بشرعية حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج التي تعترف بها المجموعة الدولية.
ويتهمه خصومه وخصوصا مجموعة مصراتة (غرب) بالسعي الى اقامة نظام عسكري في ليبيا.
وكانت فرنسا التي تدعم حكومة السراج، ارسلت مستشارين عسكريين لدى حفتر الذي يعتبر السد الرئيسي امام الارهاب.
وتؤكد باريس علنا ان حفتر “جزء من الحل” في ليبيا وتسعى الى اطلاق مبادرة مع باقي اللاعبين الاقليميين وخصوصا مصر والامارات الداعمتين لحفتر.
فرحة ليبيا
قال الشيخ سعيد المبروك (72 عاما) الذي أجبره الجهاديون على الفرار من منزله قبل ثلاث سنوات في مدينة بنغازي التي استعادتها القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، “آن لي أن أعود إلى بيتي. الآن حتى وإن مت، سأموت مرتاحا في بيتي وبين جيراني”.
لكن الشيخ المبروك، أحد سكان حي الصابري، يؤكد إن “الثمن كان باهظا”، بعدما فقد أحد أبنائه الذي كان مقاتلا في قوات المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق البلاد، وقائد “الجيش الوطني الليبي”.
وعلى غرار الشيخ سعيد المبروك، خرج الآلاف من السكان إلى الشوارع والميادين، ليل الثلاثاء الاربعاء، للاحتفال “بالانتصار” على الجماعات الجهادية في بنغازي، ثاني مدن البلاد الغارقة في الفوضى منذ سنوات.
وسارت مئات السيارات في الشوارع التي ضجت باصوات أبواقها، حتى كادت حركة السير أن تتوقف تماما، فيما كان المواطنون يهللون ويكبرون ويطلقون الألعاب النارية، عقب إعلان هذه المدينة الواقعة شرق ليبيا “خالية من الإرهاب”.
– “التحرير الكامل” –
مساء الاربعاء، اعلن المشير خليفة حفتر “التحرير الكامل” لمدينة بنغازي من الجهاديين بعد اكثر من ثلاث سنوات من المعارك الدامية مع الجماعات المتطرفة وبينها بالخصوص ما يعرف ب “مجلس ثوار بنغازي” وهو تحالف لمجموعات إسلامية بينها تنظيم الدولة الاسلامية و”أنصار الشريعة”.
وتمكنت قواته من القضاء على آخر الجهاديين الذين كانوا محاصرين منذ أسابيع في آخر معاقلهم في حيي سوق الحوت والصابري في وسط المدينة.
وما زال الجيش يمنع سكان هذين الحيين من العودة الى منازلهم، خشية وجود ألغام وعبوات متفجرة خلفها الجهاديون.
لكن علياء حمد (46 عاما) قالت انها تمكنت من العودة الى منزلها في سوق الحوت تحت حماية الجنود. واضافت “لقد سلمنا الجيش كل مستنداتنا الرسمية واشياءنا الثمينة”.
واعربت علياء حمد عن أملها في ان تخصص “المرحلة المقبلة لحل الأزمة السياسية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين” الذين يواجهون نقصا في السيولة وارتفاعا غير مسبوق للأسعار، بالاضافة الى التسيب الامني.