بقلم : علي اليامي
منذ صدور الأمر السامي بتكوين جائزة الأميرة صيته بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي عام 1433هـ وما تبع ذلك من الموافقة على إنشاء مؤسسة خاصة بالجائزة وتشكيل مجلس أمناء لإدارتها ظلت هذه المؤسسة تقدم نموذجاً فريداً ومثالاً نادراً لرعاية المبادرات الخيرية المبدعة في مجال العمل التطوعي داخل المملكة بل كانت وما زالت تشكل منصة فعالة تنطلق منها الأفكار الجديدة والمتجددة لخدمة العمل الإنساني وفق رؤية متناهية الدقة .
إن جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز ليست مجرد احتفال سنوي يتم من خلاله توسيم وتكريم الفائزين بها لينفض سامرها حتى موعد جديد بل هي مؤسسة متكاملة وجهود متواصلة لرعاية وتشجيع ودعم المبادرات الاجتماعية في مجال العمل التطوعي مسنودة في ذلك بنهج ومنهجية تفاعلية هدفها دعم المواهب وتسخيرها لخدمة المصلحة الوطنية والإنسانية . وقد استمدت هذه الجائزة قواعدها الثابتة من المبادئ الإنسانية الراقية التي ظلت صاحبة السمو الملكي الراحلة صيتة بنت عبد العزيز تعمل على نشرها بين الجميع حيث كانت – رحمها الله – مثالاً صادقاً للبذل والعطاء في كل المواعيد لذلك استحقت بجدارة أن تنال لقب ( أم الجميع ) بعد أن وصل خيرها إلى كل أرجاء المملكة فجاءت هذه الجائزة تعبيراً عن هذا العطاء الكبير ومواصلة لطريق الخير الذي سارت عليه الأميرة صيتة بنت عبد العزيز طيلة حياتها العامرة ، وها هي صاحبة السمو الأميرة نوف بنت عبد الله ال سعود رئيس اللجنة التنفيذية – عضو مجلس أمناء مؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز تحمل ذات التوجه وتلعب الدور نفسه في اضطلاعها بمسؤولية هذا العمل الكبير عبر مجموعة من البرامج داخل مؤسسة الجائزة فكان النجاح تلو الآخر حتى بلغت الجائزة ما هي عليه اليوم، وتوسعت في كل مجالات دعم ومساندة العمل الاجتماعي فنالت الجائزة من قبل إشادة خادم الحرمين الشريفين الراحل المقيم الملك عبد الله بن عبد العزيز وحظيت كذلك بتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه – وفي كل يوم تضع الجائزة قدماً في تحقيق أهدافها النبيلة وغاياتها العظيمة . وحرصت الأميرة نوف أن تستعين بكل الكفاءات والخبرات داخل الجائزة من أجل نجاح واستدامة عمل مؤسسة الجائزة كما أنها رفدت هذا العمل بعناصر فعالة على رأسها الأميرة عريب بنت فهد والأميرة سارة بنت فهد فشكل هذا التوجه مزيداً من الألق والتوهج لهذه الجائزة في كثير من المناسبات والملتقيات و كان آخرها مشاركة الأميرة عريب والأميرة سارة بمنتدى تمكين المرآة من العمل ورؤية 2030 الذي عقد خلال الفترة الماضية في مدينة بريدة وجاءت هذه المشاركة معبرة تماماً عن أهداف وغايات الجائزة .وهكذا تمضي جائزة الأميرة صيتة للتميز في العمل الاجتماعي وهي ترفع شعلة الخير وتساند المبادرات المبدعة لخدمة الإنسان أينما كان .