علي اليامي
.. حائل هذه المنطقة الرائعة في كل شيئ، ما أن تقترب من مشارفها تشعر بأنك تدخل عالماً مختلفاً .. ألوان من الجمال على مد البصر .. تستقبلك فاتحة ذراعيها وقلبها مرحبة بك .. هنا الطبيعة تقول كلمتها والحاضر يتحدث بكل اللغات .. منظومة من التوازن والتناغم تشاهدها في كل مكان من هذه المنطقة وأنت في رحلتك إلى قلب المدينة لن تتوقف عنك مسارات الدهشة .. إنها حائل ولا عجب.
.. بالأمس كان لي شرف زيارة هذه المدينة الحالمة في أحضان الجمال ممثلاً لمركز الجودة الشاملة للتدريب والاستشارات في دبي والسعودية بغرض توقيع اتفاقيات ثلاث لصالح جامعة المستقبل ، وجامعة حائل، وشركة الوسائل الصناعية من جهة ومجلس شباب منطقة حائل من جهة أخرى بجانب حضور تدشين كتاب ( عقود في حوار ) لمؤلفه د. عبد الرحمن المشيقح في ضيافة النادي الأدبي الثقافي بحائل تحت رعاية مركز الجودة الشاملة للاستشارات بدبي..
.. وفرت لنا هذه الزيارة فرصة كريمة لمقابلة أمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز ، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز آل سعود .. وهنا كان الحديث ذو شجون .. أمير يدرك مدى أهمية الفكر والثقافة في تقدم الأمم ويعرف كيف يخاطب الجميع بلغة العصر .. تحدث سموه للوفد حديث العارف بالتفاصيل منطلقاً من رؤية القيادة الحكيمة ومستنداً على خبرة إدارية طويلة .. جاء حديثه عن مجلس شباب حائل ينضح بالثقة في هذه الشريحة المهمة ودورها الكبير في أحداث التغيير على كافة المستويات وأضعاً المستقبل هدفاً أساسياً لتحقيق غايات المنطقة.
… وقبلها كان لنا شرف الاستقبال من نائب أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز آل سعود الذي تحدث إلينا بلغة العارف والملم بكل تفاصيل الحياة الاقتصادية والثقافية وشعرنا ونحن في حضرته أمام موسوعة علم وخبرة وتميز مستمعاً إلى مداخلات الحضور بكل تواضع واهتمام ولفت انتباهي تركيز سموه على الصناعة وريادة الاعمال وقال إن هذا هو طريق المستقبل الذي ينبغي أن نعمله سوياً من أجل الوطن وفقاً لرؤية 2030 مستلهمين نهج وروح القيادة في هذا الطريق . ولم يخلو اهتمام نائب الأمير من إشارات ثقافية وهو يتجاذب أطراف الحديث حول كتاب ( حوار في عقود) متناولاً مساهمات د. المشيقح على الساحة الاقتصادية والثقافية وحركة التوثيق في المملكة كما لم يخف الأمير إعجابه بالدور الكبير الذي تقوم به جامعة حائل بالمنطقة في كافة المجالات. وأنتهزت هذه السائحة الطيبة لتقديم الدعوة لنائب الأمير بخصوص حضور حائل ضمن فعاليات مهرجان ( سواعد وطن) خلال شهر فبراير من العام القادم و أعرب سموه عن سعادته البالغة بهذه الدعوة وحرصه على أن تشكل حائل حضوراً مميزاً في هذا المهرجان وقال لي ( نحن وطن واحد وغاياتنا واحدة ) ، ثم تحدثنا عن أمير نجران وحكمته واسترجعنا عبارته المشهورة أمام الإعلاميين في بداية انطلاق عاصفة الحزم حين قال ( نحن حديقة وسط حريقة) وكيف أن الأمير جلوي استطاع أن يعبر عن الوضع في تلك المرحلة باسلوب بسيط ومعان كبيرة وبالمثل كان نائب أمير نجران محل اعجاب من طرف نائب أمير حائل في هذه الجلسة.
.. وبعد تلك اللقاءات الدافئة مع أمير حائل وسمو نائبه بدأت مراسيم توقيع الاتفاقيات التي شكلت جسر محبة وتواصل وتكامل بين حائل هذه المنطقة الفريدة ونجران والقصيم ومناطق المملكة وهو جسر من أجل العبور إلى المستقبل.
… نعم كانت رحلة قصيرة بحساب الزمن؛ ولكنها مهمة بتفاصيلها الرائعة .. أنها حائل موطن الكرم والضيافة والإنجاز تحت قيادة أميرها الهمام المضياف الكريم صاحب السمو الملكي عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز ونائبه صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز آل سعود .. شكراً لهما من القلب على حسن الاستقبال وسعة البال وكريم التجاوب والتفاعل والاهتمام.