علي اليامي
… حين تجتمع رفعة المكانة والنبل والكرم والشهامة لدى شخص ما فإنه يصبح محل احترام وتقدير وإعجاب من كل المحطين به وعندما يجعل هذا الشخص التواضع نهجاً دائماً له في حياته العامة والخاصة فإن بلا شك ينال فوق احترام وإعجاب الآخرين حبهم الكبير .. وأحسب أن هذا النموذج النادر من الناس يتجسد في شخص حمدان بن محمد بن راشد ال مكتوم ولي عهد دبي ورئيس المجلس التنفيذي لامارة دبي هذا الرجل الذي حباه الله تعالى بمزيج خاص من الصفات والمواصفات الإنسانية حتى أصبحا الأخ والصديق والرفيق لكل من يعرفه أو يعمل معه أو إلتقاه في مكان ما بغير سابق ميعاد أو ترتتيب .
… بعيداً عن كل الألقاب، والمناصب، والصفات الرسمية التي يحظى بها فإن الرجل هو بمثابة كتاب من الرصيد الإنساني .. فإذا تحدثنا عن الشهامة فهو جزء لا يتجزء منها ، أما الكرم فإنه بعض من الدم الذي يسري في شرايينه بل أجزم أن حمدان بن محمد بن راشد يتنفس الكرم والمرؤة وحب الآخرين وليس غريباً أن أعتاد الناس كل الناس في دولة الإمارات والعرب عامة وفي إمارة دبي على وجه الخصوص أن يدعون سموه ( الشيخ فزاع ) وهو أهل لهذا الاسم بكل ما تحمل الكلمة من معنى ومبنى.. نعم هو كذلك وأكثر لأنه كان دائماً منهم وإليهم … قريب من نبضهم واحساسهم يعيش آلامهم وأفراحهم لذلك استحق محبتهم وأصبح مثلهم الأعلى في كل شيئ.
… إعجابي بشخصية الشيخ حمدان أو الشيخ فزاع – كما يحلو للجميع مناداته – مصدره ليس شعور شخصي وحسب بل حالة عامة لمستها لدى كل الذين عرفوه عن قرب أو جمعتهم به الظروف والمناسبات وتضاعف قدر هذا الإعجاب لدي وتوثق تماماً حين شاهدت مشهد لسموه و هو يتناول وجبة الغداء مع عامة الناس من مختلف الفئات والإتجاهات خلال إحدى سباقات الهجن التي هو من عشاقها.. نعم لم تمنعه مسؤولياته الجسام كرجل دولة من العيار الثقيل أن يجلس إليهم يستأنس بهم ويستمع إلى أحاديثهم ويمازحهم في تواضع منقطع النظير . ولعل هذا المشهد الذي ننظر إليه نحن باستغراب جزء أصيل من طبيعة وتركيبه حمدان بل هو جينات موروثة من والده محمد بن راشد آل مكتوم – حفظه الله – مؤسس دبي المدهشة في كل شيئ… نعم مشهد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم وهو يجلس إلى عامة الناس يشاركهم الطعام وهو معصوب الرأس بالغترة البيضاء و يرتدي اللباس الإماراتي الأصيل مشمر الكفين تعبير صادق، وصورة غير متكلفة لقائد يحترم الجميع لذا أحبه الجميع وجعلوا منه رمزاً للتواضع والتواصل الإنساني النبيل … هكذا تقول الصورة وهكذا تتحدث الحقيقة… وكانت سعادتي كإعلامي سعودي – خليجي أكبر أن أشارك الآخرين بالكتابة عن الصورة المشرقة لنموذج عربي نادر و التعبير عنها بالكلمات ومعايشتها وكانني كنت جزء من ذاك المشهد الجميل وأردت أن أشرك الآخرين معي هذا النموذج الخليجي المشرف. ولست وحدي من تملكه هذا الشعور بالفخر والإعتزاز حيال هذه الصورة الإنسانية الرائعة بل كانت محل دهشة احد الحضور من أهل الخليج في تلك المناسبة فاقني دهشة وذهولاً وهو يرى بأم عينيه هذا المشهد المثالي ليصف سمو الشيخ حمدان بأنه نموذج للإنسان العربي الأصيل وأن حضوره بهذا الشكل البسيط أكبر شاهد على تواضع الرجل وسبب قوي لمحبة الجميع له..
… تلك مجرد صورة واحدة من كتاب حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي إن أردنا تصفحه لاحتاج منا هذا العمل سنوات وسنوات ولكن هذا هو العنوان فكيف بالله عليكم يكون محتوى هذا الكتاب ؟!