بقلم :علي اليامي
.. في كل يوم تتأكد لي مقولة أن ( الناس معادن ) وفي كل يوم أزداد قناعة بأن المعدن الأصيل يبقى حاضراً رغماً عن السنين والظروف والأحوال .. نعم هكذا حال الكثيرين ممن عرفتهم أو عايشتهم في أماكن كثيرة وعبر مواقف مختلفة تظهر حقيقة شخص ما رغم أنه ليس من المشاهير ولا ينتمي إلى أصحاب المهن التي تقع تحت دائرة الضوء .. ما أريد قوله أن هناك شخصيات تعيش خلف الظلال، وتتحرك دون ضجيج ولكنها تزرع الفرح والأمل أينما حلت وحيثما كانت .. راودتني هذه الأفكار وأنا شريط من الذكريات الجميلة في نجران .. نجران الأرض والمدينة والإنسان فلامست شجوني صورة واحد من هؤلاء الرجال الأفذاذ من أصحاب التجارب الإنسانية الراقية … هو نسخة واحدة ولا أظنها تتكرر .. ( حمد عرقل ) مسك من الطيب الإنساني النادر في نجران .. وهج من جيل الأمس الجميل ، أو قل إنه إنسان جمع مزيج من البساطة، والطيبة ،والتواضع، والإلفة فتداعت له النفوس تقديراً ، وأحتضنته القلوب دون استئذان .. بالأمس القريب حين رأيت صورته الحاضرة وملامحه الفريدة على موقع التواصل الاجتماعي مرت أمام مخيلتي مشاهد نجرانية مفعمة بالحياة والحيوية عن جيل – رغم بساطته- كان يملأ الدنيا بهجة وسروراً في ميادين كرة القدم حيث يتدافع حفاة الأقدام يعطرون المكان والزمان بنشاطهم وفتوتهم ، أو يتجولون بين المزارع وكان بينهم حمد عرقل نضج من عقد فريد .. نعم كانوا هناك بين مرافئ البساطة ينثرون معاني الحياة .. هو جيل البساطة الذين عرفوا الحلاق شعبان في نجران وعرفوا اعتمار ( الغترة ) دون أن تلامس خيوطها المكواة .. وهناك كان جيل الحصرة والمقطار والقناعة والأوقات السعيدة . بين كل هذا الزخم الاجتماعي عاش عرقل أمثاله يقدمون الخير بدون مقابل ويقدمون نماذج حية للوفاء والإخاء والتفاؤل مازالت مطبوعة على ذاكرة نجران الغنية ، ومن بين هؤلاء جميعاً يبقى حمد عرقل رسم ذهبي على جبين هذه الصورة المخملية … حقاً حمد عرقل نجراني مع سبق الإصرار …
1 تعليق
علي قريضه
والله والف ونعم بأبوعرقل شكرا كاتب السطور بالرغم مما عبرت به من حسن القول عن حمد ولكن آرى أن سطورك أختزلت رجل بقامة حمد في مقال لايكفي فهو رجل مجلدات لما يتمتع به من حسن الخلق والطيبة والسجية النظيفة والمواقف المشرفة.
قلت لكم صعب أن يختزل حمد في مقالة أو كسطوري