علي اليامي
.. البصمة الطيبة التي يتركها الإنسان في أي مكان دائما تبقى مهما تباعدت الأيام والسنوات، ويظل الأثر الطيب رصيدا دائما في قلوب الآخرين رغما عن تغير الظروف والأحوال.. وهذا الوضع ينطبق تماما على سيرة الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز ومكانته داخل قلوب أهل نجران، فرغم تباعد الأيام مازالت صورة الأمير مشعل واعماله محفورة في ذاكرة كل أهل نجران وكأنه يعيش بينهم إلى اليوم.. والشواهد على ذلك لا تحص ولا تعد.
.. يقول د. لافي الذي جمعتني به الصدفة في أحد المناسبات أنه انتقل الى العمل في نجران قبل عام ونصف العام واستاجر منزلا وفي ذات يوم أصر صاحب المنزل على دعوته للعشاء وعند دخوله لمجلسه البسيط لاحظ وجود صورة كبيرة على صدر المجلس.. يقول محدثي (سألت مضيفي عن سر احتفاظه بصورة الأمير مشعل رغم رحيله عن نجران منذ سنوات) فأجابني بكل فخر (هذا ابن نجران وستبقى مكانته محفوظة دائما في قلوبنا وبيوتنا).. وقال الأستاذ نفسه أنه حين ذهب لغرض في الجامعة ووجد ان المكتبة الرئيسية تحمل اسم الأمير مشعل، وحين تحدث إلى بعض الأساتذة في الأمر جاءته الإجابة المباشرة بالإجماع: إنه مشعل الذي أحبه الجميع في نجران ومازالت ذكرياته مطبوعة في الوجدان .. لم يقف محدثي عند هذا الحد بل زاد قائلا (ذهبت يوما لحضور مناسبة زواج وعند دخولي إلى صالة الاحتفال وجدت أيضا صورة الأمير مشعل تتصدر المشهد، فسالت احد الحاضرين ذات السؤال، فقال لي (هذا الرجل جاء إلى نجران فحولها إلى أن تعيش الأفراح وجعل منها منطقة متقدمة في كل شيء حيث وظف إمكاناتها لصالح المواطن لذا نحن نحبه ونقدره).. ويتواصل الحديث مع صاحبي الذي انتقل الى شاهد آخر وقال لي لم ينته الأمر إلى هذا الحد حيث ذهب مرة أخرى لحضور ملتقى صحي بمركز الأمير مشعل للمؤتمرات في شليا واثناء وجوده في الصالة تحدثت مع أحد المشاركين في الملتقى معربا عن إعجابي بجمال المركز فقال لي : إن الأجمل هو صاحب الاسم الأمير مشعل بن عبد الله الذي شجع ثقافة تنظيم المؤتمرات والمنتديات والملتقيات حين كان أميرا على نجران.. يقول محدثي بعد كل هذه النماذج أصبحت افكر في سر هذا الحب الكبير الذي يجمع بين أهل نجران والامير مشعل رغم أنه غادر المنطقة منذ سنوات فتوصلت إلى أن مشعل لم يكن مجرد أمير نجران وحسب بل كان أبا، وأخا، وصديقا للجميع، وكان قلبه وأبوابه مشرعة لكل من قصده لذلك نال هذا القدر الكبير من المحبة والتقدير والاحترام حتى اليوم.