علي اليامي
حين يذكر اسم الإمارات العربية المتحدة تتشكل في الذهن صورة زاهية و مرصعة بكل ماهو جميل، ويتوارد على الخاطر نماذج من التاريخ المشرق والحاضر المدهش . .. إنها جنة الخليج على الأرض بكل ماتعني الكلمة من معنى… فمنذ تأسيسها الأول على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان انطلقت الإمارات كالسهم في سماء العرب تبشر بمولد دولة لا ترضى إلا بالثريا سقفاً لطموحاتها في السمو والرقي والتقدم على جميع المستويات، وقد كانت كذلك .. وهاهي اليوم الإمارات بفضل حكمة الراحل المقيم الشيخ زايد ومن بعده أبنائه البررة تقدم للعالم مثالاً عصرياً يضاهي في رفعته و حضارته دول العالم المتقدم إن لم تتفوق عليها. إنها دولة الإمارات التي تأسست قواعدها على احترام الإنسان وتسخير كافة الإمكانات المادية والفكرية من أجل توفير الحياة الكريمة لمواطنيها وجميع المقيمين فيها. ومن هنا كانت الإمارات ومازالت تمثل قبلة للعرب وكل الجنسيات العالمية و أصبحت دون مبالغة عشقاً يتغنى به من زارها أو أقام على أرضها لأنها دائماً تفتح قلبها وذراعيها لتحتضن الجميع وأولهم أبناء المملكة العربية السعودية الذين يكنون حباً خاصاً لأشقائهم في إمارات الخير وهذا الحب يتعمق في كل يوم جديد. وإن كان زايد الخير قد رحل بجسده عن هذه الدنيا فإن روحه وأعماله مازالت تسعى في أرض الإمارات وجميع دول العالم بوجود رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الامارات و رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي
و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد إمارة أبوظبي وهاهي المسيرة تتواصل بذات الروح الطموحة والإبهار يتجدد على أرض إمارات الخير بلا توقف..
.. ولعل الحديث عن الشيخ زايد – رحمه الله – مهمة عسيرة على أي كاتب أو صاحب قلم لأن الرجل كان أمة بحق ومآثره مسطورة بأحرف من نور في قلوب العرب ومازالت خالدة في ذاكرة الشعوب. وسجل أعمال زايد الإنسانية أصبح مرجعاً عالمياً في الإحسان والمروءة والتواضع والأمثلة في هذا الصدد أكثر وأكبر من تسعها هذه المساحة. ويحضرني في هذه المناسبة قصة رجل سعودي عجوز و بسيط مع المغفور له الشيخ زايد رواها الرجل بنفسه، يقول : ( كنت في العام 1979م مع سبعة من الزملاء في رحلة الحج وبوقفة عرفة تحديداً وكنت احمل أغراضاً كثيرة ورايت حينها رجلاً يمشي بين الناس برفقة عدد قليل من رجال الأمن متوجهاً إلى مخيم الحجاج وفجأة تبعثرت الأغراض التي كنت حملها من بين يدي فارسل لي ذاك الرجل واحداً من مرافقيه وقام بمساعدتي وقال لي إن الشيخ يريد أن تقابله فلما ذهبت إليه في مكان إقامته جاءني أحد الذين كانوا برفقته وسلمني مظروفاً فيه مبلغاً كبيراً من الريالات السعودية وبعدها فقط عرفت أن هذا الرجل هو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات. ويكمل الحاج جبر الحقوي قصته مع الشيخ زايد قائلاً بأن هذا الموقف مازال عالقاً بذاكرته رغم مرور 38 عاماً وإنه سيبقى كذلك طيلة حياته. وهذه واحدة من مئات القصص والوقائع التي يتناقلها الناس داخل وخارج الإمارت عن كرم وتواضع وبساطة الشيخ زايد. وهذه الروح الطيبة للشيخ زايد تتجدد الآن خيراً و بركة وتتجسد قولاً وفعلاً من جانب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حيث قوافل المساعدات الإنسانية الإماراتية تجوب كثير من دول العالم وهي تقدم الطعام والدواء والمياه وفرص التنمية لملايين من البشر خارج الإمارات وأولهم أبناء اليمن الشقيق الذين يشهدون قبل غيرهم بهذا الكرم الفياض وكذلك الحال في عدد من الدول العربية والأفريقية والأسيوية.
.. أكتب هذه الكلمات المتواضعات في حق الشيخ زايد وأبنه الشيخ محمد بن زايد ونحن نعيش نفحات يوم الشيخ زايد للعمل الإنساني الذي أصبح وسماً جميلاً لكل عربي وإماراتي. وتأتي هذه الذكرى العطرة ونحن نشهد في هذه الأيام تلاحماً أخوياً غير مسبوق لأبناء السعودية والإمارات وتواصلاً يهدف إلى خير الشعبين وكل المنطقة. وهكذا هو حال الحكام العظماء الذين أفنوا حياتهم من أجل رخاء شعوبهم وخير الإنسانية وليس ببعيد عن هذا المقام ما فعله الملك المؤسس الملك عبد العزيز في توحيد السعودية وبناء نهضتها الحديثة وهاهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز و ولي عهده الأمين الامير محمد بن سلمان يواصلان ذات المسار.
… طبت حياً وميتاً مؤسس الإمارات ورجل الإنسانية الأول الشيخ زايد آل نهيان وبارك الله في جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسدد خطاه على طريق الخير والمحبة.