محمد محمد نور
تتحدث الانباء الواردة من اليمن في هذه الايام عن ظهور خلافات غير مسبوقة مابين زعيم المليشيات الحوثية والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وذلك على اثر اعلان الاخير عن نيته لتنظيم مهرجان جماهيري في العاصمة صنعاء احتفالا بذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه ولم يخف الحوثي مخاوفه من هذا التحرك الذي اعتبره خروجا على التحالف القائم بين الطرفين فبادر بتوجيه الاتهامات الى صالح كما سعى إلى ترتيب خطط سرية لاقصائه من المشهد السياسي بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى مرحلة تدبير المحاولات لاغتيال عدد من القيادات التابعة لصالح . ورغم المزاعم المتكررة من الرئيس المخلوع النافية لوجود اي خلافات مع الحوثي الا ان كل الشواهد الميدانية تشير إلى عكس ذلك.
ولا يخف على كل مراقب أن مايجري حاليا في اليمن من خلافات بين جماعة الحوثي والمخلوع صالح هو نتاج طبيعي للخلفية التآمرية التي ينطلق منها الطرفان منذ البداية والغياب الكامل للأهداف الوطنية لدى كلا الطرفين ولعل الخلافات الاخيرة تمثل بداية نهاية ارتباطهما العسكري والسياسي الذي قام اصلا على أرضية مهتزة واهداف غير منسجمة أدت في مجملها الى مانراه من دماء و دمار وخراب في كل أرجاء الدولة اليمنية التي أصبحت اليوم على شفير التقسيم . وفي الوقت ذاته فان هذا الوضع مؤشر واضح على أن الحكومة الشرعية بقيادة عبد ربه منصور هادي التي ظلت تحقق المكاسب تلو الاخرى بفعل الدعم الكبير الذي تجده من قوات التحالف العربي هي الرابح الاكبر في هذه الاثناء بل انها اصبحت الان اكثر من اي وقت مضى على ابواب تحقيق نصر نهائي يعيد اليمن إلى وضعه الطبيعي ويخرجه من حالة الفشل التي يعيشها اليوم .