التحرير : دبي
أنهى ولي العهد السعودي سمو الامير محمد بن سلمان، اليوم الجمعة، زيارته إلى المملكة المتحدة والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام.
وقد أصدرت المملكة العربية السعودية وبريطانيا بيانا مشتركا بشأن الزيارة كشف عن النقاط الأبرز في اللقاءات التي عقدت وكان أبرزها دعم رؤية المملكة “2030”، والتزام البلدين بشراكة استراتيجية حول هذه الرؤية وجاء في البيان : تلتزم المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة بشراكة طويلة الأجل لدعم تحقيق رؤية 2030 بحيث تشمل مجموعة من المجالات بما في ذلك: تقييم الفرص والاستثمارات المتبادلة مع المملكة المتحدة (ومن خلالها) من قبل صندوق الاستثمارات العامة، والتجارة البينية بين البلدين، والمشتريات العامة من القطاع الخاص للمملكة المتحدة في المجالات الأولوية لرؤية 2030
وقد شدد البيان أن السعودية حليف استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً على الشراكة الاستراتيجية بين بريطانيا وتطرق البيان إلى التعاون المشترك بين البلدين.
واعتبرت بريطانيا ان السعودية لديها إمكانات هائلة لتكون قوة استثمارية عالمية، معربة عن اهتمامها القوي بمشروع مدينة نيوم.
وشدد البيان على أهمية العلاقة الدفاعية والأمنية بين بريطانيا والسعودية، ودورها في تحقيق الأمن الوطني المشترك والاستقرار الإقليمي، واتفق البلدان على مواصلة التعاون الوثيق فيما يتعلق بالأمن الدولي والتنمية الوطنية والمسائل الإنسانية.
وقال البيان ان صاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيسة الوزراء اطلق يوم الأربعاء 7 مارس 2018م مجلس الشراكة الاستراتيجية السنوي ليكون آلية رئيسية لحوار منتظم لتعزيز كل جوانب العلاقة الثنائية بما في ذلك المجالات الاقتصادية والدفاع والأمن والمساعدات الإنسانيّة والمواضيع الإقليميّة والدوليّة. واتفق الطرفان على خطة تنفيذ لتحقيق هذه الشراكة الاستراتيجية ومتابعتها في اجتماعات أخرى خلال عام 2018م.
صحف عربية تشييد بالامير محمد بن سلمان
في سياق متصل تصدرت زيارة ولي العهد محمد بن سلمان لبريطانيا الصحف السعودية والعربية حيث ناقشت المتغيرات التي طرأت على المملكة العربية السعودية في عهد ولي العهد محمد بن سلمان مشيدين برؤيته ووصفوها بانها الامان ووصفته بعض الصحف بانه مؤسسة الدولة السعودية الرابعة .. حيث يقول محمد القواص في العرب اللندنية: “الحال أن السعوديين الذين كانوا يتأملون اندلاع الربيع العربي في شوارع مدن المنطقة، لم يتخيلوا أن ربيعهم سيأتي من منابع أخرى تنطلق من قصور الحكم”.ويضيف: “تكفي مراقبة البراغماتية التي تتعامل بها السعودية الحالية مع كافة الملفات، بحيث أن في ما يصدر عن ملك البلاد وولي عهده ما يعكس حسن قراءة لموازين القوى وقوانين الممكن والمستحيل”.
وفي الشرق الاوسط اللندنية يتفق عبد الرحمن راشد مع القواص حول “براغماتية” الأمير، ويرى أن زيارته الأخيرة لبريطانيا تمثل نموذجا لها. ويقول: “لثلاثة أيّام، هي مدة الزيارة الرسمية، حاول المعارضون تحويل العاصمة البريطانية إلى ساحة مواجهة وتحدٍ للضيف، لكنها لم تنجح، بما في ذلك محاولة نقل موضوع حرب اليمن ليكون قضية الشارع البريطاني بعد أن رفضت الحكومة الاستجابة لهم، أيضا في الشارع. وصارت غالبية النقاشات وردود الفعل تستعرض وتناقش برامج ولي العهد من الانفتاح، وتمكين المرأة والشباب، ومكافحة التطرّف، وإصلاح الاقتصاد في إطار الرؤية الجديدة”.
ويضيف: “الزيارة عززت الرياض أن تكون موقعا إقليميا مهما، وقائدة للتغيير الإيجابي. العالم يريد أن يرى السير بسرعة نحو الاعتدال والتسامح والتعايش والقضاء على التطرّف. هنا للرياض دور مهم الآن بدأ”.
قائدا ومؤسسا للدولة السعودية الرابعة
زيارة تاريخية هذا ما وصف به يصف خالد بن حمد المالك في الجزيرة السعودية زيارة ولي العهد لبريطانيا بأنها تاريخية. حيث قال : “كانت مظاهر الاستقبال قد تجلت لنا مبكرا بانتشار الأعلام السعودية وصور ضيف بريطانيا في شوارع لندن، وكأنها تتحدث عن زيارة غير عادية، وعن مباحثات تتجاوزُ التوقعات”.
من جانبه، يشيد سامي صبري في الوفد المصرية بالأمير بن سلمان، واعتبر أن حديثه خلال زيارته لمصر قدمه ” قائدا ومؤسسا للدولة السعودية الرابعة، أو السعودية الجديدة، مكملا بناء الدولة السعودية الثالثة التي بنى لبناتها الأولى، ووحد شطريها نجد والحجاز في مملكة واحدة الملك عبدالعزيز عام 1932″.
ويقول: “لم تمض شهور معدودة، حتى صار محمد بن سلمان، أمير المهمات الصعبة والملفات المستحيلة والقرارات الجريئة، يقود أخطر جراحة عصرية للعقل السعودي، ويقلب الدنيا رأسا على عقب، دينيا وفكريا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا، محطما كل أصنام الموروث التقليدى، قائدا لمعركة صعبة، انتصر فيها للعصرنة والتحديث الصادم، برؤية واستراتيجية شاملة أطلق عليها (2030)”.