علي اليامي
.. في عالم أصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها وعلى إختلاف توجهاتها تمثل الوسائل الأكثر قدرة على نقل الأخبار، ومتابعة الأحداث، وتبادل الأراء، و أضحت الاجيال الحديثة تمتلك مجالاً واسعاً للمقارنة والمقاربة بين الأفكار التي تدور حول العالم في كل المجالات ، ولم يعد هناك حيزاً كبيراً للتفكير النمطي الذي كان سائداً لأزمان طويلة بين الاجيال السابقة . نحن فعلاً نعيش في عالم تحكمه فضاءات مفتوحة بات فيه الجميع يستطيعون المشاركة في توجيه مسارات الرأي ليس هذا فحسب بل يمكنهم تغيير القناعات ( التاريخية ) عبر رسائل نصية معدودة الكلمات ولكنها قادرة على إحداث هذا التغيير بسرعة فائقة .. نعم إن العالم لم يعد كما كان قبل عشرين أو ثلاثين عاماً بعد زوال الحواجز التي كانت مضروبة بين الدول على طريقة التفكير الإيجابي لدى الشباب وإمكانية مساهمتهم في تطوير أدوات التواصل والمشاركة بصورة أكثر فاعلة في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل مجتمعاتهم المحلية وعلى إمتداد المجتمعات الإنسانية في جميع أنحاء المعمورة . نستطيع القول – بكل ثقة – إن الشباب ما عاد اليوم حبيس الأفكار التقليدية التي كانت سائدة بالأمس بعد أن أصبح أكثر تفاعلاً وإنفعالاً بما يدور حوله وها نحن نشاهد ونسمع ونقرأ الرئيس الأمريكي ترمب يعتمد اعتماداً كبيراً في نشر أفكاره وطموحاته إلى الشباب في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها على مجموعة من التغريدات التي تستطيع أن تحمل رسائل مهمة توضح بايجاز كامل وسرعة فائقة مجمل سياساته في كثير من القضايا التي تهم عالم اليوم مثل الإرهاب والتطرف الفكري والامن العالمي وغيرها من مهددات الاستقرار والأمن وكذا الحال بالنسبة لدى عدد كبير من القادة والزعماء الذين باتوا أكثر قناعة من أي وقت مضى بأن العالم اليوم في أمس الحاجة إلى تبادل الأفكار وطرح المبادرات في ظل هذا الزخم الإلكتروني والحضور التقني غير المحدود ومن هنا تأتي أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وتبرز قدرتها على نقل الصورة بسرعة ودقة كاملة مقارنة بالوسائل الإعلامية التقليدية التي أضحت أعداد المتعاملين معها اليوم في تراجع مستمر وهذا مؤشر واضح على أننا نعيش حالياً في زمن مختلف وعالم لا يعرف الجمود الفكري أو احتكار المعرفة .