علي اليامي
… بعد مسيرة تجاوزت 50 عاماً من العطاء الفني الراقي والحرفية المهنية العالية ترجل نجم نجوم الخليج الفنان المبدع والدرامي الأشهر عبد الحسين عبد الرضا تاركاً وراءه سيرة فنية مترفة بالصدق ومزينة بالجمال وموشاة بالحب والدهشة .. رحل عبد الحسين عبد الرضا بعد أن كان زائراً محبوباً وضيفاً لطيفاً على جميع بيوت أهل الخليج .. عشقه الكل في بساطته ومقدرته العالية على تصوير الواقع والتزامه الكامل بفنه الجميل .. رحل عبد الحسين عبد الرضا بعد أن ترك بصمة وضاءة على جدار الفن الخليجي والعربي تستعصى على عوامل النسيان والزوال. منذ بداباته الأولى كان عنصراً مهماً في تشكيل الوجدان الخليجي لذا التفت حوله القلوب ودخل إلى النفوس ببساطة منتاهية ليسكن فيها إلى الأبد. إنه صفحات ناصعة من العطاء المستمر طوال نصف قرن من الزمان وسيظل فناناً شامخاً تهتدئ به الأجيال في مجال الدراما المسرحية والتلفزيونية وتعتبر أعماله الرصينة صك معتمد في احتلال تلك المكانة الرفيعة … نعم لم يكن عبد الحسين عبد الرضا مجرد فنان يقدم تفاصيل الحياة في قوالب مبدعة وأشكال ممتعة بل كان حالة تميز سرمدي جمعت بداخلها كل أطياف التميز والاتقان… نقل ابتسامته المحبوبة إلى الناس ليعبر من خلالها عن رسالته فنجح في امتلاك القلوب قبل الأسماع والأبصار..
.. مسيرة حافلة
· ولد الفنان عبد الحسين عبد الرضا بشرق الكويت في عام 1939م في منطقة دروازة لأب يعمل نجاراً وكان السابع بين أخوته الأربعة عشر بعد تخرجه من المدرسة الثانوية عمل بوزارة الإرشاد والأنباء بقسم الطبع وسافر حينها إلى جمهورية مصر العربية لتعلم فنون الطباعة ثم إلى ألمانيا في ذات المجال.
· بدأ مسيرته الفنية بمسرحية ( صقر قريش ) في العام 1961م للمخرج زكي طليمات وكان أول دور له في العمل التلفزيوني بمسلسل ( درب الزلاق) وقدم أكثر من 30 عملاً تلفزيونياً أشهرها مذكرات بو عليوي ، والصبر مفتاح الفرج ، والقلب الكبير وأجلح وأملح وزمان الإسكافي والحب الكبير وكان آخرها مسلسل العافور في العام 2014م ومن أشهر مسرحياته فاتها القطار وآدم وحواء ومن سبق لبق و30 يوم حب وباي باي لندن ومراهق في الخمسين وعلى الطائر وشارك في عدد كبير من المسلسلات الإذاعية وبجانب التمثيل كان الراحل بارعاً في كتابة وانتاج المسلسلات التلفزيونية كما أنه من أوائل الفنانين العرب الذين قدموا فن الأوبريت وتقلد عبد الحسين عبد الرضا عدداً كبيراً من المناصب الإدارية والقيادية في المؤسسات الفنية والمسرحية وحصل على مجموعة من الجوائز المحلية والعربية خلال مسيرته الفنية من أهمها جائزة مهرجان قرطاج المسرحي وجائزة تكريم العمالقة في الفن العربي وجائزة مهرجان دمشق المسرحية وجائزة مهرجان الخليج للانتاج التلفزيوني وغيرها من الجوائز والشهادات التقديرية والأوسمة والدروع نظير مساهماته الضخمة في تطور الفن الخليجي والعربي.
… برحيل الفنان المبدع والمسرحي المعتق عبد الحسين عبد الرضا فقدت الساحة الفنية ركيزة من ركائزها الأساسية وعلماً من صناعها الأوائل ولكن يبقى العزاء دائماً في الإرث الهائل الذي خلفه هذا الفنان الكبير على الساحتين الخليجية والعربية . ألا رحم الله الفنان حسين عبد الرضاء وأسكنه فسيح جناته والعزاء يمتد إلى أسرته وكل محبيه في العالم
