الجودة : التحرير
ظلت دولة الكويت طوال العقود الماضية تمثل مركزاً ثقافياً مهماً على مستوى منطقة الخليج بصورة خاصة والدول العربية على وجه العموم ومازالت هذه المكانة تمثل عمقاً استراتيجياً لانتشار الثقافة العربية والموروثات المحلية على النطاق الإقليمي القريب والبعيد. ورغم الغزو العراقي الظالم التي تعرضت له الكويت في أوائل تسعينات القرن الماضي والأثر المدمر الذي أحدثته على مجمل مكونات الدولة وعلى رأسها الموجودات الثقافية والحضارية إلا أن الدور الحضاري في الكويت عاد بعدها أكبر على المستوى الثقافي والفني والعلمي.
إنطلاقة جديدة
بجانب المؤسسات العلمية والفنية والثقافية التي كانت قائمة أصلاً ما قبل مرحلة الغزو العراقي واصلت الكويت اهتمامها الكبير في دعم وتشجيع المراكز المؤسسات الثقافية والفنية وكانت آخر هذه المبادرات افتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي التابع للديوان الأميري في نهاية أكتوبر 2016م بحضور صاحب السمو أمير دولة الويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في حفل مشهود ضم مختلف أنواه الفنون وشارك فيه عدد كبير من المبدعين والمثقفين. ويشكل المركز إضافة حقيقية في مسيرة حلقات تطور العمل الثقافي داخل دولة الكويت حيث يشتمل على مجموعة من المسارح وقاعات الاحتفالات والسينما والمكتبات ومركزاً متطوراً للمؤتمرات. وأكتملت الصورة بحديقة الشهيد التابعة للديوان الأميري التي تعتبر أكبر الحدائق العامة في قلب العاصمة الكويتية ومركزاً ثقافياً وتعليمياً فضلاً عن متحفين بالحديقة هما متحف مواطن الكويت ومتحف الذكرى .
ساحات ثقافية
يقول مسؤول متحف ( مواطن الكويت ) محمد الخرافي إن هذا المتحف تم افتتاحه في مارس لهذا العام 2017م وهو يعد الأول من نوعه ويهتم بعرض الطبيعة الجغرافية والبيئية في الكويت عن طريق وسائل تفاعلية حديثة وأشار إلى أن هناك ملحقات بهذا المتحف ممثلة في إنشاء قاعدة معلومات ضخمة تناسب الباحثين والزوار من عامة الناس بجانب مشروع المكتبة لخدمة كل الباحثين عن المعرفة .
.
من جانبها قالت مديرة متحف (الذكرى) المهندسة بشاير العواد إن هذه المؤسسات تلعب دوراً كبيراً في دعم وتشجيع الحراك الثقافي والمجتمعي وتعزيز الهوية الوطنية من أجل تأسيس جيل متعلم مثقف واع بقضايا وطنه ملم بماضيه ومهتم بتطويرهوأكدت على أن هذه المنشآت الثقافية الجديدة ليست بمعزل عن أحدث التطورات العالمية في مجال عرض وتوصيل المعلومة بشكل مبتكر خصوصا في المتاحف التاريخية مثل متحف الذكرى. وأوضحت العواد إلى أن المتحف يعمل حالياً على تنظيم فعالية ثقافية خلال شهر أغسطس القادم تشتمل على ورش عمل للأطفال وأعمال فنية تستعرض تضحيات الكويتين أثناء الغزو العراقي.
العمق والمواكبة
يؤكد المهندس التنفيذي للشركة المشغلة لحديقة الشهيد الدكتور سامي المصري على أن نجاح أي مشروع ثقافي لا يكتمل إلا باستغلال كل الموجود الثقافي المحلي وتشجيع المنتوج الفني والثقافي والعلمي الكويتي مشيراً إلى أن مركز الشيخ عبد الله السالم الثقافي سوف يفتح أبوابه للزوار قريبا ويضم أربعة متاحف للعلوم والفضاء والتاريخ الطبيعي والفنون الجميلة والعلوم العربية والإسلامية إضافة الى مساحات خارجية سيتم استغلالها لتقديم برامج تناسب كافة شرائح الزوار العمرية والفكرية.
وفي سياق مماثل أعرب الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي عن سعادته بافتتاح مركز الشيخ جابر الثقافي وقال الرميضي إن مثل هذه المنشآت تساهم في إثراء الحراك الثقافي إذ ما تم استغلالها بالشكل المنظم الهادف لافتا إلى العمق الثقافي الرائع للكويت ومساهماتها الثقافية الضخمة على الصعيد العربي والإقليمي ودعا إلى أن يواكب تأسيس وتطوير هذه المؤسسات تنظيم فعاليات ثقافية وأدبية وفنية لجذب المتلقي من كل فئات المجتمع.