احمد الحصين: المذنب
لم يتخيل جمالها احد ولم يتصوروا أن تصل إلى هذه المرحلة من الجمال السياحي المتميز رغم وقوعها بهضبة نجد حيث الطقس الحار صيفاً والبارد شتاءاً، ولكن البيئات تنوعت فيها ولكل موقع من مواقعها تجد نوعاً ومناخاً مختلفاً ، حيث يتميز جنوبها بالرطوبة طيلة العام ويختلف في شمالها إلى الاعتدال والى البرودة النسبية صيفاً، تتغلغل الأودية بداخلها شتاءاً مما يجعل منظرها سحرياً ، حيث تعتبر أكثر المدن التي تشقها الأودية وتنغمس بها وتعبر طريقها بانسياب إلى مصباتها متجهة إلى شمال المدينة.
تمتلك إرثا تاريخياً وحضارياً وسياحياً جعلها تحصد جائزتين سياحيتين على مستوى المملكة، عشاق الجمال والاسترخاء والهدوء، والباحثين عن الهواء النقي دائماً ما يتواجدون بها بكثرة ويسافرون لها لقضاء سياحة أسبوعية أو صيفية أو شتوية لفترة نقاهة تقصر أو تطول….إنها فيحان القصيم والتي سميت
تقع مدينة المذنب جنوب منطقة القصيم على حدود منطقة الرياض من الشمال وعلى بعد 80 كلم جنوب بريده المركز الإداري والرئيسي لمنطقة القصيم وتقع في إحداثي 52/25 شمالا و 12/44 شرقا . وتمتاز بموقعها الإستراتيجي حيث تعتبر بوابة منطقة القصيم من الجنوب وتتميز بمناخها المختلف في كافة أنحائها ……. كان لبحيرة روضة المصية الواقعة جنوب المدينة أثراً على تغيير مناخها للرطوبة بشكل متواصل طوال العام، وتمتد روضة المصية فيها بطول 3 كلم بعرض 1 كلم وعمق متوسط 2م حيث بقاء المياه فيها لفترة تمتد لعامين وتغذيها الأمطار الشتوية حيث تصب بها خمسة أودية مختلفة تبقيها ممتلئة ومتجددة طوال العام تستقطب الطيور المهاجرة بشكل متواصل وتتكاثر فيها بشكل كبير لوجود كافة المقومات التي تساعدها على ذلك من الأعشاب وأسماك البلوط والمياه العذبة الواسعة حيث يكثر السواح والزائرين لها من كافة انحاء المملكة .
المدينة التراثية
تمتلك المذنب مدينة تراثية متكاملة وتعتبر أقدم مدينة تراثية على مستوى المملكة ما زالت قائمة على نفس تصميمها السابق والتي يعود تاريخها إلى ما قبل القرن العاشر الهجري وهي أول مدينة تراثية تم تشغيلها سياحياً ………. تتكون من 33 معرضا للقطع الأثرية ، ومدرسة الكتاتيب لابن دخيل ، والتي تعتبر من أوائل المدارس النظامية في القصيم إضافة إلى السجن ومتحف بيت الغيلان والذي كانت تقام فيه قضايا المدينة قبل أكثر من 200 سنة ، والمجلس داخل السوق والسواني والنزل الريفية والتي كانت بالماضي مضيافاً لأمير المدينة ، و كان آخر من عاش بها فهد بن عبدالكريم العقيلي عام 1336هـ حيث كان يستقبل بها الوفود ووجهاء المناطق الأخرى ، وكذلك قصر الأمارة .
ويكثر بالمدينة آثار قديمة لقرية بني هلال بالجهة الشمالية من منتزه خرطم حولت المدينة إلى مستقطب لهواة جمع الآثار لما تزخر صخورها ومواقعها المختلفة بتلك الآثار وكذلك بقايا آثار قصر باهلة حيث تبقى منها المسجد والذي يعود عمره إلى 700 سنة وحافظت المذنب على ارثها التاريخي والذي حول بعد ترميمها إلى مزار تراثي طيلة العام للوفود السياحية من داخل وخارج المملكة تحتفظ بداخلها أكثر من 5000 قطعة أثرية تعود لمئات السنين تعرض في كافة معارضها .
ويقام فيها حالياً فعاليات الصيف كل عام ومزاداً مفتوح شهري على القطع التراثية والآثار النادرة وتجذب المذنب بقصورها الأُثرية التي أقيمت قبل أكثر من 150 سنة أبرزها قصر السحق وقصر صالح الخريدلي وقصر العقيلي والذي يتكون من 3 ادوار إضافة إلى ملاحق وغرف الضيافة والخدم شرفه جلالة الملك عبد العزيز عام 1322هـ وخمس مرات بعدها خلال توحيد المملكة واستمد شهرته بعد تلك الزيارات ومازال كذلك مما يحتويه من طراز عمراني فريد يعكس حضارة المنطقة ويعبر عن التجربة الإنسانية لاستثمار البيئة المحلية في تصميم المنشآت العمرانية وصفه مرافق جلالة الملك عبد العزيز خلال تلك الفترة صالح بن شلهوب بالباخرة الجاثمة على سطح البحر .
منتزه مطل ، خرطم ، والبحيرة
منتزه مطل شرق المذنب على ارتفاع 200م تزين بأكثر من 150 جلسة عائلية مستقلة تعطي خصوصية تامة للعائلة بطول 2 كلم زرع فيها اكثر من 30 ألف شتلة من اهمها النخيل والحمضيات والعديد من النباتات الملائمة لأجواء المدينة يتوسط تلك الجلسات مسطحاً اخضر بمساحة 30 ألف م3 يقام فيها احتفالات مهرجان صيف المذنب للعائلات والأطفال خلال فترة الصيف ليلاً وينتقل السواح لها في النهار شتاءاً يتجمعون فيها من كافة أنحاء المنطقة والمملكة طيلة العام يقع في نهايتها من الشمال منتزه مريقب العيفار الأخضر والذي يتواجد شمال المدينة على طريق الملك عبد العزيز والذي ينتشر حوله أكثر من مليون م3 من المسطحات الخضراء يتوسطها بحيرة بمساحة 5000م يتوسط تلك البحيرة ثاني أطول نافورة على مستوى المملكة بعد نافورة الملك فهد بجده بارتفاع 40م .
الواحات البرية ومنتزه المانعية
تميزت المذنب بكثرة الواحات البرية والتي تزيد عن 60 واحة في نفود صعافيق شرقاً ونفود الشقيقة غرباً تضيف النخيل بداخلها رونقاً جمالياً تجعل من التضاريس الصحراوية أكثر جاذبية مما يجعل التنوع السياحي لها ميزة تجعلها تتفوق على مثيلاتها ويقع بجنوب نفود صعافيق منتزه المانعية البري والذي جعلها تجذب اكبر تجمع شبابي في المملكة يزيد عن 30 ألف متفرج خاصة خلال فترة الأعياد والشتاء يجعل منها مقراً لرياضة السيارات المعدلة جاذبة العديد من محبي هذه الرياضة من كافة أنحاء المملكة وكذلك من دول الخليج ، أقام الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية بها ثلاث بطولات متفرقة جعلها مستقطباً لهواة تلك الرياضة ومحبي الرمال الذهبية .
كل هذه المواقع تجعلك تقوم بجولة سياحية بين تلك المعالم التراثية والتاريخية بالمدينة والرحلات البرية وصيد الطيور في أوقات معينة من السنة وكذلك القيام بالرياضات البرية والأنشطة المختلفة ورحلات التخييم والسفاري ومراقبة الطيور المهاجرة والحيوانات البرية جعلها تتميز بشهرة على مستوى الخليج لرياضة السيارات المعدلة ولوقوعها كذلك بوسط المملكة متوسطة منطقتي القصيم والرياض .
ورصدت الهيئة العليا للسياحة والآثار موقعي المانعية والمدينة التراثية بالمدينة (المجلس) من أجمل المواقع السياحية بالمنطقة وأكثرها شهرة جعل من الزوار يقصدونها طوال العام لقربها من كافة مناطق المملكة ويهتم سكان المذنب بالسواح والرياضيين والوفود الزائرة بأنفسهم خصوصاً أيام العطلة الأسبوعية والإجازات حيث يعمل لهم جولات تعريفية تمر على جميع تلك المواقع الأثرية والسياحية كافة وعرض التاريخ بأرقامه لكافة تلك المواقع ورؤية الطابع المعماري الإسلامي لتلك القصور وسوق المجلس والمتاحف والنزل الريفية واستخدمت المذنب الطبيعة لتتزين لزوارها عن طريق الصخور المستخرجة من الجبال وتهذيبها محلياً وجعلها ممرات بالمدينة التراثية والأرصفة ومباني للجلسات العائلية بمنتزه خرطم وبعض الشوارع الرئيسية .