الجودة : محمد محمد نور
…في وقت سيطرت فيه أجواء الاستياء من أي تقارب عربي – عربي جاءت قمة البحر بالمملكة الأردنية لتضخ من جديد الدماء في شرايين الجامعة العربية بعد أن أعتقد أكثر المتفائلين أن زمان التوافق العربي لم يعد له مكان في ظل حالة اللاستقرار التي تشهدها المنطقة العربية حالياً.. . نعم جاءت قمة البحر الميت و المنطقة في أمس الحاجة إلى موقف عربي موحد لمواجهة جيوش الأزمات والفوضى التي تجتاح أرجاء كثير من البلاد العربية وبالفعل كان الزعماء العرب هذه المرة عند الموعد .. خمسة عشر من القادة والرؤساء تداعوا إلى الأردن مؤكدين على أن العرب قادرين على كسر الحواجز ومخاطبة القضايا المصيرية والخروج برؤية واضحة حول ما يجري من أحداث وتداعيات في المنطقة ، وهذا ما حملته كلمات القادة التي جاءت منسجمة مع تطلعات الشعوب العربية .
.. القمة التي انطلقت أعمالها في الثامن والعشرين من شهر مارس الحالي في منطقة البحر الميت بحضور معظم القادة العرب ومشاركة ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية عقدت لأول مرة على مرمى حجر من الكيان الإسرائيلي وتصدرت القضية الفلسطينية مع الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا واليمن أغلب بنودها المطروحة للنقاش .
.. وجاء البيان الختامي للقمة مؤكداً على الثوابت ومستشرفاً مرحلة جديدة في مواجه التحديات التي تواجه الأمن العربي .. وأجمع المشاركون من خلاله على مركزية القضية الفلسطينية والهوية العربية للقدس الشرقية وتمسك العرب بحل الدولتين وفق القرارات الدولية وانهاء الاحتلال و وقف الاستيطان ، ورفضت القمة تدخلات ومواقفها العدائية للدول العربية ، وأمنت على الحل السلمي في سوريا واليمن وليبيا وتناولت كل القضايا الملحة في المنطقة بجدية كبيرة وروح أيجابية وشفافية واضحة .
… الحضور السعودي كان مميزاً كالعادة تقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حيث أبدت المملكة رغبتها لاستضافة الدورة التاسعة والعشرين للجامعة العربية .