الجودة : أ ف ب
قرر مدرب المانيا يواكيم لوف المشاركة بتشكيلة رديفة ذات معدل اعمار هو الاصغر في البطولة وضمت 3 لاعبين فقط من التشكيلة المظفرة بلقب مونديال 2014 (ماتياس غينتر، شكودران مصطفي، يوليان دراكسلر) وذلك بهدف اراحة اللاعبين الاساسيين ومنح الخبرة للواعدين.
ورغم كل هذه المعطيات، نجح لوف في قيادة هذه المجموعة الشابة الى احراز اللقب للمرة الاولى في تاريخ المانشافت ونجح بالتالي في رهانه بغلة من الاهداف هي الافضل بين المنتخبات المشاركة في البطولة (12 هدفا).
واعرب لوف عن سعادته باللقب، وقال “تبقى المانيا افضل منتخب في العالم. التتويج بهذا اللقب بمجموعة شابة يعتبر انجازا تاريخيا وفريدا من نوعه بالنسبة لالمانيا، انه انجاز استثنائي جدا”.
. المواهب الالمانية
اختير قائد المانيا مهاجم يوليان دراكسلر افضل لاعب في البطولة، وخلف النجم البرازيلي نيمار افضل لاعب في نسخة 2013. تسلم دراكسلر الجائزة من يدي الاسطورة الارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا. واثنى لوف على مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي قائلا: “قدم عروضا جيدة جدا ليس فقط على الجانب الرياضي ولكن ايضا في جوانب اخرى”. احصائياته المتواضعة في البطولة (هدف، تمريرة حاسمة) لا تعكس التأثير الكبير للباريسي على مستوى المنتخب الالماني.
انهى 3 لاعبين المان البطولة في صدارة لائحة الهدافين برصيد 3 اهداف لكل منهم وهم تيمو فيرنر وليون غوريتسكا ولارس شتيندل. وكان الحذاء الذهبي من نصيب مهاجم لايبزيغ فيرنر بفضل تمريرتين حاسمتين وتسلمه من يدي الاسطورة البرازيلي رونالدو. وبات هذا المهاجم القوي يطرح نفسه بقوة في مركز قلب الهجوم للماكينات الالمانية والذي يعاني منذ اعتزال ميروسلاف كلوزه. وتقاسم مهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ شتيندل ولاعب وسط شالكه غوريتسكا الحذاء الفضي.
ولفت غوريتسكا الذي نال الكرة البرونزية خلف دراكسلر ولاعب وسط تشيلي وبايرن ميونيخ ارتورو فيدال، الانظار بنشاطه الكبير وشغله مراكز عدة وتألقه في استعادة الكرات وصناعة الهجمات وهز الشباك. من جهته، استغل شتيندل الذي حظي بدعوة متأخرة لصفوف المانشافت (28 عاما) فرصته جيدا وهز الشباك في 3 مناسبات بينها هدف الفوز الوحيد في المباراة النهائية.
وفضلا عن هذا الثلاثي الواعد، تألق العديد من اللاعبين الالمان وفي مختلف الخطوط بينهم من أكد أحقيته باللعب اساسيا امثال حارس مرمى برشلونة الاسباني اندريه-مارك تير شتيغن ومدافعو روما الايطالي انطونيو روديغر وبايرن ميونيخ جوشوا كيميخ وكولن يوناش هيكتور، واخرون واعدون على غرار لاعب الوسط سيباستيان رودي المنتقل حديثا الى بايرن ميونيخ، ولاعب وسط ليفربول الانكليزي ايمري جان ومدافع باير ليفركوزن بنيامين هنريخس.
. برافو، تشيلي
سيطرت تشيلي على مجريات المباراة النهائية وقدم دون شك افضل العروض في البطولة. وقال مدربها الارجنتيني-الاسباني خوان انطونيو بيتسي: “نحن بصدد فرض انفسنا في مركز من الصعب الحفاظ عليه. المنتخبات الاخرى ستزيد احترامها لنا”.
ابطال اميركا الجنوبية في العامين الاخيرين لم يخرجوا خاليي الوفاض، فحارس مرماهم ومانشستر سيتي الانكليزي كلاوديو برافو نال لقب افضل حارس مرمى (القفاز الذهبي) في البطولة بفضل تألقه في دور الاربعة وتصديه لثلاث ركلات ترجيحية امام البرتغال، وتألق لاعب الوسط فيدال صاحب الهدف الاول لتشيلي في البطولة، بشكل لافت وحل ثانيا في جائزة افضل لاعب في البطولة خلف دراكسلر.
= الاستحسانات
. كريستيانو رونالدو
بعد تألقه في الدور الاول ولعبه دورا حاسما في كل مباراة من المباريات الثلاث (هدفان وتمريرة حاسمة) على الرغم من الضجة الاعلامية بسبب قضية التهرب الضريبي، وقف كريستيانو رونالدو افضل لاعب في العالم 4 مرات، عاجزا في دور الاربعة امام تشيلي.
وغاب رونالدو عن مباراة المركز الثالث بعدما طلب اذنا بترك المنتخب من أجل رؤية توأميه الحديثي الولادة.
أعرب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” السويسري جاني انفانتينو عن رضاه التام حيال تقنية حكم الفيديو المساعد التي اختبرت في كأس القارات 2017 التي تختتم الأحد في روسيا، لانها أتاحت “تجنب أخطاء كبيرة”. اتخذت 6 قرارات بعد اللجوء الى تقنية حكم الفيديو المساعد تم خلالها تصحيح بعض الاخطاء، وبالتالي لم تعرف البطولة فضائح كبيرة.
تم ذلك في بعض الاحيان على حساب مشاعر متناقضة، عندما يحتفل اللاعبون بهدف يتم الغاؤه بعد ثوان طويلة، او بسبب الارتباك مثلما حصل في البطاقة الحمراء في المباراة بين المانيا والكاميرون.
ولكن التساؤل الذي طرح هو لماذا تتم الاستعانة بالفيديو في حالة وليس في اخرى ؟ كان الفيديو منصفا بشكل كبير جدا ولكنه في المقابل كان محل ظلم خصوصا فيما يتعلق بالمنتخب المكسيكي الذي احتبست ضده ركلة جزاء بعد الاستعانة بالفيديو ولكنه حرم من ركلة جزاء مماثلة اثر عملية مشكوك في صحتها داخل منطقة جزاء البرتغال.
= الخيبات =
. الحصان الاسود
لم تنجح منتخبات استراليا بطلة اسيا والكاميرون بطلة القارة السمراء ونيوزيلندا بطلة اوقيانيا وروسيا المضيفة في خلق المفاجأة وزعزعة الهرم الكروي. وحدها استراليا نجحت في الصمود امام تشيلي واسقطتها في فخ التعادل (1-1).
وحدها روسيا المضيفة حققت فوزا على نيوزيلندا المتواضعة (2-صفر). خسرت امام البرتغال والمكسيك (صفر-1 و1-2 على التوالي) بسبب سذاجة مذهلة ولم تظهر اي بوادر اطمئنان في افق نهائيات كأس العالم التي تستضيفها بعد عام.
. اوسوريو
كان مدرب المكسيك الكولومبي خوان كارلوس اوسوريو يتطلع الى “النقلة النوعية” لكن فريقه كان يركض دائما وراء العودة في النتيجة ومني بخسارة مذلة امام المانيا (1-4) في دور الاربعة وانهى البطولة في المركز الرابع. مبدأ المداورة الذي لجأ اليه كثيرا في هذه البطولة كان محط انتقادات كثيرة في المكسيك.
وتألق اوسوريو ايضا على جانب الملعب من خلال مشادة وتبادل شتائم بالفاظ مسيئة مع مسؤول نيوزيلندي، ثم في النهائي المصغر ضد البرتغال، عندما طالب باللجوء الى تقنية الفيديو من الحكم بأسلوب عنيف جدا.