علي اليامي : دبي
كلما ذكر اسم جمعه الماجد كان الكتاب والثقافة والفكر والأدب حضوراً زاهياً بهيجاً .. وحين تجلس إلى هذا الرجل فلن تجد فرصة حتى تنشغل بغيره فهو موسوعة من العلوم والمعارف وساحة للتواضع والكرم وتتجسد هذه المعاني والصفات على أرض الحقيقة حين يقدر لك أن تسجل زيارة إلى مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي هذا الصرح المعرفي الضخم الذي أسسه ويشرف عليه الماجد هناك لن تفارق الدهشة لحظة واحدة. كل شيئ في هذا المركز يتحدث بلغة فصيحة ولسان مبين عن مدى قدرة وخبرة وطموح جمعة الماجد فالرجل رغم مشغولياته الكبيرة وأعماله التجارية الضخمة استطاع بصبره وحبه للعلم والتعلم وعشقه للمعرفة أن يبني صرحاً لا نظير له في الوطن العربي في مجال الثقافة والتراث.أنه ليس مجرد مركز عادي تختزن فيه الكتب والأوراق بل مؤسسة علمية وأدبية وفكرية متكاملة تتجلى فيها الحرفية والمهنية عند أقصى درجاتها وتكتسب أهميتها المعرفية بعد أن أصبحت مرجعية موثوقة لدى كثير من مراكز البحث العربية والأجنبية. هنا في هذا المكان بمدينة دبي الجميلة ستجد نفسك محاط بكنوز من الكتب العلمية والدراسات المنهجية والمخطوطات النادرة التي لن تجدها في أي مكان آخر، ليس هذا فحسب بل أن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث يكاد يكون الأول من نوعه في الوطن العربي الذي يهتم بحفظ المخطوطات النادرة وصيانتها وفق أسس علمية متقدمة وعلى يد متخصصين وعلماء في هذا المجال.
.. أنا شخصياً أعتبر نفسي من المحظوظين بمعرفة جمعة الماجد هذا الرمز العملاق وتزداد سعادتي أني تشرفت في أكثر من مناسبة بالتعامل معه وفي كل مرة أكتشف جوانب مشرقة في شخصيته فهو رغم مكانته المالية والثقافية والاجتماعية الكبيرة متواضعاً إلى حد نكران الذات ولا يرد أحداً مهما كان موقعه وأبوابه مشرعة أمام الجميع وأتذكر حين قدمت له دعوة للمشاركة في منتدى أندية الظل الذي نظمه مركز الجودة الشاملة للتدريب والاستشارات في دبي بالتعاون مع النادي العربي بعنيزة وجاء رده حينها مرحباً ومتجاوباً فكانت مشاركته في تلك الفعالية إضافة نوعية للمنتدى، واستمرت هذه الصلة وتوسع التواصل والكرم حين أقترحت عليه الشهر الماضي تنظيم حفل تدشين لكتاب الدكتور عبد الرحمن المشيقح ( عقود في حوار) داخل مقر مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي فكان التجاوب في أعلى مراتبه مرحباً بالفكرة ومعززاً للتوجه وقد صدق في وعده وفتح أبواب المركز للدكتور المشيقح ومرافقيه و فاض عليهم بكرمه المعهود وكان ساعده الأيمن الدكتور محمد كامل عند الموعد دائماً طيلة فترة الزيارة والاستضافة الكريمة.
… ما لا يعرفه الكثيرون عن جمعة الماجد أنه رجل لا حدود لطموحه فمع كل إنجازاته في مجال الثقافة والأدب والفكر مازال يعمل ليلاً ونها من أجل تطوير المركز وزيادة عدد مقتنياته من الكتب النفيسة والمخطوطات النادرة ويبذل من أجل هذا الغرض وقته وماله وجهده. وفوق هذا وذاك نجد الرجل يختار بعناية كاملة كل الذين يعملون معه بالمركز وخارجه لأنه كما يقول صاحب رسالة ولابد أن يكون الذين حوله على مستوى هذه الرسالة والشاهد على ذلك رئيسة قسم الثقافة الوطنية بالمركز الأستاذة شيخة المطيري التي تمثل بحق وحقيقة نموذجاً رائعاً للمرأة الإماراتية والعربية بصورة عامة لما تملكه من قدرات وخبرات مميزة في التعامل المهني والإنساني والتي تعتبر جمعة الماجد هو مرجعيتها ومعلمها في كل المستويات. وكذا الحال مع جميع العاملين والموظفين في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث فهم مجموعة من الصفوة والموهوبين ومدير العلاقات العامة بالمركز أنور الظاهري هو مثال آخر على فراسة جمعة الماجد في إختيار موظفيه و معاونيه. وصدق الدكتور عبد الرحمن المشيقح حين وصف الماجد بالأسطورة التي ستظل خالدة في وجدان كل مثقف وعلامة لا تخطئها العين على المشهد الثقافي .. وأنا أقول : صدقت دكتور المشيقح نعم ذاك هو جمعة الماجد.
