مجموعات العمل التطوعي والجمعيات الخيرية في الميزان
فاطمه عبدالله : الكويت
أصبح النشاط الإنساني بشقيه التطوعي والخيري يكتسب أهمية خاصة ويتخذ أبعادًا متجددة في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتواترة التي نشهدها في عالم اليوم في الخليج العربي بجانب التوسع الكبير الذي بات ملازمًا لمفاهيم هذا العمل بصورة عامة ، ومن هذا المنطلق الإنساني المجرد لسد حاجات الشرائح الضعيفة عبر المساعدات المادية أو العينية انتشرت الجمعيات الخيرية القائمة على أسس منظمة وأساليب حديثة من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين من خدماتها معتمدة في ذلك على كوادر بشرية نوعية وبرامج محددة لتحقيق أهدافها الإنسانية ، ولكن ورغم الدور الكبير الذي تلعبه هذه الجمعيات الخيرية في مساعدة المحتاجين بصورة مباشرة أو تنظيم برامج اجتماعية تعود بالنفع على فئات محددة داخل المجتمع إلا أن بعض الخيريين يفضلون تسليم مساعداتهم المالية والعينية لهؤلاء المحتاجين مباشرة من غير وسيط الامر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث نوع من الازدواجية في توزيع هذه المساعدات وعدم وصولها إلى مستحقيها بالشكل المطلوب ..
( الجودة ) حاولت عبر هذا الاستطلاع الموسع التعرف على مجموعة من الآراء المختلفة حول نشاط العمل التطوعي ومدى فاعلية الجمعيات الخيرية في القيام بهذه المهمة في مقابل المساعدات المباشرة التي تقدم من الأفراد إلى المحتاجين ، إضافة إلى جوانب أخرى تتعلق بالتقاطعات التي قد تحدث ما بين أعمال الجمعيات الخيرية ومساهمات الأفراد من فاعلي الخير … فكانت هذه الخلاصات:
نتائج سلبية :
… استهلالًا تقول منيرة المرعب : إن العمل الخيري الناجح يجب أن لا يقوم على العاطفة والحماس بل يحتاج إلى وعي وتنظيم وخريطة واضحة بالمستهدفين من أصحاب الحاجات مشيرة إلى أن هذا الدور لن يتم إلا من خلال تعاون مجتمعي واسع ورؤية واضحة بين الأفراد والجهات النظامية حتى يبلغ هذا العمل أهدافه المنشودة ويصل إلى غاياته السامية و يحتاج إلى تنظيم ووعي من المجتمع وخريطة واضحة المعالم يتم من خلالها تعاون أفراد المجتمع مع الجهات النظامية لحل مشكلة الفقر، مبينةً أن التطوع المتعارف عليه حاليًا لن يحقق تلك الأهداف حيث أنه – حسب رأيها – يتعامل مع ظاهر المشكلة ولا يخاطب جوهرها ويفتح في بعض الأحيان أبوابًا للاحتيال والاستغلال من قبل بعض ضعاف النفوس ويشجع بعض مدعي الحاجة على البطالة وتلقي المساعدات من مصادر متعددة وحرمان المتعففين من أصحاب الحاجات الفعلية . وفي الإطار ذاته يرى ناصر الصالح أن العمل التطوعي يكون أكثر فاعلية حينما يصل إلى أكبر عدد من المستهدفين من أصحاب الحاجات الواضحة دون أن يكون هناك تجاوزات أو أقصاء لأحد منهم على أن يتم ذلك من غير سؤال المحتاج عن حالته المادية وجرح مشاعرة وكبريائه وأشار إلى أن غاية العمل الخيري الفردي هو ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى وهو يمثل دورًا تكامليًا للعمل الذي تقوم به الجمعيات الخيرية ولا يتناقض معه اطلاقًا … فيما تشير سمر عبد الملك إلى أنها من خلال تجربتها الشخصية اعتادت على شراء كميات من المواد الغذائية ومن ثم تقوم بتقسيمها بطريقة متساوية وتكلف أحد الأشخاص من الذين تثق فيها لتوزيع هذه المواد على المحتاجين عن طريق اجتهاده الشخصي مع مراعاة الجوانب النفسية لهؤلاء المحتاجين ..
المتطوعين أولاً :
….. من أجل تكامل الأدوار ما بين الجمعيات الخيرية والمتطوعين الأفراد اقترح عادل السلمان ضرورة وجود تنسيق محكم بين الطرفين لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وأشار إلى وجود بعض المحتاجين غير المسجلين لدى الجمعيات الخيرية ولكنهم معروفين للمتطوعين فيما أوضحت هنادي محمد العوذة أن رغبة بعض الأفراد في تسليم مساعداتهم يداً بيد للمحتاجين نابعة من أن هذه الجمعيات لا تقدم سندات رسمية للمتبرعين تثبت استلام التبرعات العينية وانها لا تصدر تقارير توضح كيفية صرف الإعانات العينية والنقدية والزكاة لمحتاجيها بشكل مباشر مقترحة استقطاب متطوعين من الشباب والشابات للقيام بمهمة توزيع هذه المساعدات بصورة مباشر لتفادي هذه الإشكاليات وسد فراغ هؤلاء الشباب بالعمل النافع لمجتمعهم على أن يكون هناك تعاون بين الجمعيات الخيرية والمجموعات التطوعية – حسب رأيها – في المخاطبات الرسمية الخاصة بالوزارات والهيئات والمؤسسات الخاصة المانحة للمساعدات مع الاستفادة من خبرة هذه الجمعيات في ميدان العمل الخيري ونوهت هنادي إلى ضرورة نشر الوعي بالعمل التطوعي بين أفراد المجتمع من خلال مؤسسات التعليم العام والعالي و وزارة الشؤون الاجتماعية لتفادي ما اسمته بالعشوائية في مجال العمل التطوعي داخل المملكة بصورة عامة . ولا تبتعد الباحثة الاجتماعية نورة ال شيخ عما ذهبت إليه سابقتها على أن العمل التطوعي الفردي ربما يكون فيه متعة لدى الشخص أو أحيانًا يخدم محتاجين لا تتوفر في مناطقهم جمعيات خيرية وقالت : إن كثير من الجمعيات العاملة تجهل المحتاجين الحقيقيين ولا يمكنها الوصول إليهم إلا عبر المتطوعين من الأفراد ومن هنا ترى ضرورة الاعتماد على العمل التطوعي كذراع قوي لمساندة الجمعيات الخيرية للقيام بمهامها الإنسانية على الوجه الأكمل .