علي اليامي
.. تفاصيل صغيرة – أحياناً – تحمل في طياتها معان كبيرة تعيد إليك ذكريات مهمة من الماضي البعيد والقريب فتجعلك أكثر عزة وافتخارا بتلك الفترات الجميلة ومن هنا تبقى الصورة دائماً هي الشاهد الأقوى في نقل هذه الحالة وضمان صيرورتها من جيل إلى جيل متجاوزة كل الظروف و الأحوال..
.. مجموعة من الصور عثرت عليها في مضابط أرشيفي الخاص وانا أقلب دفتر الأيام الخوالي.. صور لمشاهد من الاحتفالات بالعيد الوطني للمملكة ٨٣ وحينها كان صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أميرا على منطقة نجران.. احتفالات كانت بطعم الوطن ونكهة النجاحات في كل المجالات.. احتفالات نجران في ذلك العام كانت استثنائية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان.. شلالات من الفرح أنتجتها روح الأمير مشعل وجسدها على أرض الحقيقة.. مفكرون وعلماء، و فنانون، و شعراء، و صحفيون تداعوا إلى نجران في تلك المناسبة وجملوا نهاراتها ولياليها بكل ألوان الإبداع ونثروا البهجة في الشوارع والساحات والقلوب. و يا لها من لحظات ستظل محفورة في العقل والوجدان، يومها صدح كروان العرب الراحل الفنان أبوبكر سالم في نجران فطرب السهل والجبل، وشاركت فرق الفنون الشعبية أهل المنطقة فرحة العيد الوطني، و أقيمت الفعاليات الضخمة وكلها حملت بصمات مشعل بن عبدالله الذي طالما حرص على التفاصيل وصناعة الجمال حتى بعد أن ترجل عن المناصب الرسمية استمر في نشر الفرح أينما حل ورحل ومازال مشعل هو ذاته أكثر حيوية و تفاعلا وانفعالا مع كل ما يجري في نجران ولا يتأخر ابدا عن تلبية ندائها متى بلغه صوت أهلها.
.. والذكريات هي زاد الحياة الذي تحمله معنا أينما نكون ومشعل بن عبد الله مازالت ذاكرته رطبة بتلك الايام الخالدة وهو كما قال لي ذات مرة
(إن السعودية بلد عظيم وتستحق منا أن نقدم من أجلها كل ما نستطيع من فكر وجهد وزمن) وزاد قائلا (إن قيادتنا الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان جعلوا من هذه البلاد مفخرة في كل شيء).. هكذا هو مشعل بن عبدالله أميرا وانسانا ومبدعا ومثقفا سخر كل فكره واهتمامه من أجل الوطن وارتبط اسمه في نجران بالإنجازات المهمة والفرح الكبير.. وأنا كاتب هذه السطور شخصيا قد كان للأمير مشعل الفضل في تزويدي بخبرة إدارة المؤتمرات فقد شرفني في ثلاث مرات لرئاسة اللجنة الإعلامية لمؤتمرات مختلفة تم تنظيمها نجران أثناء احتفالات المنطقة بالعيد الوطني وأدين لسموه بكل الثقة والخبرة والمعرفة التي امتلكها اليوم في المجال العام والخاص.
.. ويظل مشعل بن عبدالله اسما ورسما حاضر عندي و موجودا في قلب كل أهل نجران ومتجسدا في كل أعماله التي مازالت تتحدث عنه بكل حب واحترام.. ونجران اليوم هي تواصل ذات النهج الحضور الباذخ في ظل قيادة سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد وسمو نائبه الأمير تركي بن هذلول.
… وتبقى الذكريات هي وقود نستمد منه الحركة نحو مستقبل أكثر اشراقا.