علي اليامي
… هناك رجال بذلوا حياتهم من أجل اسعاد الآخرين وأتخذوا من طريق العطاء سبيلاً لحب الناس فدخلوا القلوب بلا إستئذان وسكنوا النفوس والوجدان، و ظلت اسهاماتهم نقوش على جدران الزمن لا تغيرها الظروف أو تحجبها غيوم.. رجال رفعوا الإنسانية شعاراً صادقاًوتجردوا من حب النفس ، ولم يدخروا جهداً أو مالاً ولا فكراً في سعيهم المستدام لخدمة قضايا الخير حيثما كانوا فصاروا اسماءً مضيئة في سماواتنا كالنجوم يهتدي بها السائرون في دروب الحياة … رجال من مواقفهم نستلهم القوة، ومن أفكارهم نستمد الأمل لنعبر إلى آفاق المستقبل بكل عزيمة وثبات وهم كثر في عالمنا العربي و في مملكتنا الحبيبة وأعتقد جازماً ودون تحيز أو محاباه أن مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود واحد من هذه الأسماء الجميلة ، والكوكبة المنيرة ، والقامات السامقة التي يلامس ذكرها شقاف القلوب ، و ينتشر عطرها معبقاً الزمان والمكان روحاً وريحاناً .. نعم .. مشعل بن عبد الله ليس مجرد أمير و أبن ملك وحفيد مؤسس – وهذا يكفيه عزاً وفخراً – ولكنه قصة إنسان جعل من التواضع بساطاً فسيحاً ، وفتح للعطاء أبواباً عصية على الإغلاق .. مشعل الذي ظل ومازال يحمل جينات الوطن إلهاماً وهياماً ، ويتغذى من حب القيادة عشقاً وحكمة .. ومتى و جد موضع للخير وجدت مشعل أول الحاضرين وآخر المغادرين .. عرفناه في نجران أخاً وصديقاً، ومسؤولاً ، وأميراً وفي جميع أحواله يجبرك على تقديم آيات التقدير والاحترام والحب الكبير لشخصه الموسوم بروح التواضع الجم .. عاش بين أهل نجران كأنه واحد منهم وحين غادرها ظلت نجران تعيش في كل حركاته وسكناته لذلك فهو يسجل حضوراً دائماً كل مايخص هذه المنطقة لأنه مفطور بحبها.
… أستدعي هذه الكلمات المتواضعة في حق صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وأنا استعرض أياماً لا تنسى من العطاء الوطني الممتاز الذي لمسناه في سموه حين كان يدير دفة العمل في هذه الإمارة ويحقق الإنجاز تلو الإنجاز، ويرسم طريق المستقبل مستلهماً روح القيادة ومستنداً على رصيد وافر من الوطنية الصادقة .. فلن أنسى كلمات بسيطة ولكنها عميقة معنى ومبنى قالها لي إبان احتفال نجران باليوم الوطني 83 .. كلمات مازالت مرسومة في دواخلي وستظل محفورة في ذاكرتي قال لي سموه دون مقدمات: ( الوطن هو حياتنا والقيادة هي القلب الذي يجدد الدم في شرايين هذا الوطن ) … هذه الكلمات مازالت تتردد في روحي وتعيدني إلي تلك الأيام ولكن روح مشعل المفعمة بالخير التي لا تعرف التعب ولا تعترف بحدود الزمان والمكان و تعيد إلى الأذهان ألواناً من ذاك الماضي الجميل .. مشعل هو ذاته مشعل قلبه دائماً متعلق بنجران وأهل نجران يتفاعل معها في كل الظروف والأحوال ولا يتأخر حين يرتفع نداء العطاء .. نعم بالأمس القريب امتدت أيادي مشعل الكريمة دعماً سخياً إلى ناديي الأخدود ونجران وكان خير سند للفريقين في وقت هما أحوج إلى المساندة فجاء دعم سموه برداً وسلاماً على أهالي نجران وهو عطاء غير مستغرب من رجل طبيعته العطاء ومسيرته وتشهد بكرمه الفياض وسيرته حافلة بالوفاء و الإخلاص وهنا أسترجع كلمات صادقات من الراحل الوالد الشيخ عبد الله المكرمي الذي طالما كان يردد : ( أميرنا نعمة من الله علينا وكفى) .. وأنا أقول تصديقاً لكلمات الشيخ الوالد عبدالله المكرمي إن مشعل كان ومازال يجسد معاني الخير والحب والتواضع وقد صدقت شيخنا الجليل – رحمة الله عليك .
… و ذكرياتي مع الأمير مشعل لا تنتهي أبداً و كم أنا محظوظاً بقربي منه حين كان أميراً على نجران .. أذكر حين صدر القرار الملكي بتعيينه أميراً لنجران ذهبت إلى قصره في الرياض لإجراء حوار صحفي مع سموه لصالح مجلة ( أخدود نجران ) وكنت حينها حريص على المهنية .. حملت معي نسخة من المجلة وأنا أفكر في المداخل لهذا اللقاء بعد أن تأخر حضوره إلى نجران شهراً كاملاً وحين دخلت على سموه وجدت شخصاً مختلفاً .. مبتسماً .. متواضعاً .. منفتحاً على الآخرين .. يستمع إليك باهتمام شديد وحين يتحدث يعرف ماذا يقول.. في ذاك اللقاء عرفت أن سبب تأخره عن الوصول إلى نجران هو حرصه على دراسة المنطقة ومعرفة تفاصيل الحياة بها .. وقد كان هذا اللقاء مقدمة مفتوحة لمعرفة هذه الشخصية عن قرب ومن ساعتها تأكد لي أن نجران موعودة بالكثير والكثير وبالفعل لم يخب ظن أهل نجران في أميرهم مشعل بل كان أكثر من كل توقعاتهم ..
… حين أتحدث عن الأمير مشعل وأوثق لحياته العامة والخاصة فإن هذا العمل ينبع من إيماني الصادق بأن هذا الرجل حمل دائماً هموم الوطن وجعل من القيادة الحكيمة موضع ثقة بلا حدود وهاهو اليوم يتفاعل مع رؤية المملكة2030 بروح إيجابية عنوانها الدعم تستشرف المستقبل عبر توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأفكار ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – وهو لا يبخل بفكر ولا جهد في سبيل خدمة هذا الوطن العزيز ولعل انشغاله بما يجري في نجران يؤكد روحه الوطنية الصادقة ويجعل من أعماله محل إحتفاء جديرة بالتوثيق لصالح الأجيال الحاضرة والقادمة.
.. إن الحديث عن علاقة الأمير مشعل بنجران وأهلها يحتاج إلى مجلدات ومجلدات لأنها علاقة ولدت لتعيش إلى الأبد ومن المستحيل حصرها في مقال أو كلمات .. ومازال كل بيت في نجران يحتفظ بذكرى جميلة لهذا الرجل الذي جعل مسارات الأمل دائماً مشرعة للجميع ومتى ذكر اسم سموه تداعت إلى الأذهان كل الإنجازات العظيمة والأعمال الكبيرة وبصماته الباقية في نجران و تتواصل المسيرة الآن في وجود أمير منطقة نجران الأمير الحكيم جلوي بن عبد العزيز بن مساعد وسمو نائبه الأمير تركي بن هذلول.
… نعم إنه مشعل صاحب النظرة الثاقبة والروح الطموحة المشحونة بحب الوطن والقيادة .. وهو اليوم يواصل مسيرة العطاء بذات الروح منسجماً مع أهداف الرؤية ومساهماً بأعماله التطوعية رياضيًا واجتماعيًا في مسيرة السعودية الجديدة ومتفاعلاً مع كل الاعمال التطوعية في جميع مناطق مملكة الخير التي تتميز دائما بأنها منارة عدل ومساواة وموطن استقرار وأمن بشهادة العالم أجمع .. وها نحن اليوم نحتفل بمرور خمس سنوات على روية ٢٠٣٠ التي حققت إنجازات استثنائية وعالجت تحديات المرحلة
خمسة أعوام من الإعجاز في كل مجال والقادم افضل..
.. دمت بخير وعافية أيها الأمير الإنسان مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ورافقتك المحبة في حلك وترحالك وطابت أيام سموك جميعها خيراً وسعادة و مودة . وأختم هذه الشهادة المتواضعة لأزف أطيب التهاني وخالص التبريكات إليك بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك سائلاً المولى عز وجل أن يجعل أيام سموك كلها أعياد وأن يديم عليك نعمة الصحة والأمان .. وكل عام وسموك بخير .