علي اليامي
… كثيرون هم من جاءوا إلى نجران لظروف مختلفة وجميعهم تركت نجران بصمة خاصة لديهم فكانت محل اعجاب عندهم؛ لكننا حين نتحدث عن الذين أحبوا هذه المنطقة حتى وصل بهم الأمر إلى مرحلة العشق فإننا قطعاً نقصد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز ال سعود الذي كان يوماً ما أميراً عليها وعاش بين أهلها سنوات ينشر الحب ويزرع الأمل بين الجميع ، متواضعاً حتى تحسب أنه واحداً منهم وليس أميراً عليهم ، يجالس صغيرهم وكبيرهم ،يهتم لفقيرهم قبل غنيهم، مشرعاً أبوابه وقلبه لكل صاحب رأي وحاجة، منشغلاً بهمومهم يشاركهم الأفراح والأحزان ومن أجل كل ذلك وغيره بادله أهل نجران الحب صاعاً بصاعين، وأتخذوه منارة يهتدون بها حين تتقطع بهم السبل، فيجدونه خير أخ وصديق ورفيق يشاركهم الأمال والأحلام حتى عانقت آمالهم عنان السماء و باتت أحلامهم حقيقة وتشهد على ذلك إنجازات الرجل في كل مدن وقرى وهجر المنطقة فبات اسم مشعل نغمة شجية …
… نعم غادر ( مشعل ) المنطقة جسماً ولكن قلبه ظل معلق بها في كل وقت وحين ولم يتوقف عشقه المفرط تحت كل الظروف والأحوال … يتصل ويتواصل ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة ويستدعي ذكرياتها الجملية كلما التقى واحداً من أهالي نجران … ما أجملك وما أكرمك يا سليل الملوك والمجد .. وها هو اليوم وكعادته دائماً يمد يده البيضاء إلى أهله ومحبيه وعارفي فضله في نجران التي ملكت قلبه وتربعت على سويداء فؤاده … 500 ألف ريال بذلها مشعل الكريم دعماً ومساهمة وتشجيعاً لإخوانه في نادي الأخدود … نصف مليون ريال هدية مباركة من مشعل الخير .. مشعل الإنسان لصالح نادي الأخدود إعجاباً منه وتحفيزاً لفريق الكرة بالنادي بعد النتائج المميزة التي حققها مؤخراً في مسيرة الدوري.
… والحديث عن مشعل الإنسان ذو شجون بل هو ضرب من السمر الجميل الذي تتمنى أن لا ينقطع .. ولن أنسى تواضعه وتعامله الإنساني الراقي مع الجميع وكيف لي أن أنسى لقاءاته وذكرياته مع الراحل الوالد الشيخ عبد الله المكرمي وتلك الإبتسامة الوضاءة والتواضع الجم الذي كان عليه سمو الأمير مشعل حين يلتقى الشيخ عبدالله رحمه الله وغيره من وجهاء أهل نجران وحاله مع العامة لا يختلف كثيراً.. مشعل بن عبد الله أكبر من أن تحتويه مجرد كلمات أو مقالات أو عبارات عاجزة بل هو كتاب في الأدب، والصدق، والامانة، والتواضع، والإنسانية، والحكمة، والقدرة على إدارة شؤون الناس..
.. لله درك يا مشعل كم جعلت من كلماتنا عاجزة وعباراتنا جوفاء حين نتحدث عنك فصفحاً وعفواً لأن محبتنا لك تتجاوز كل مفردات اللغة … فقط نقول : شكراً لك يا عاشق نجران.