علي اليامي
.. تذهب المناصب وتدور عجلة الأيام؛ ولكن المواقف التاريخية تبقى راسخة مكتوبة بمداد من ذهب على سفر الوطن تتناقلها الألسن جيلا بعد جيل وتظل محل اهتمام وتقدير كل افراد المجتمع.
.. وكما هو الحال في جميع مناطق المملكة فإن نجران تشرفت بأمراء مخلصين للوطن ، صادقين مع المواطن ، حريصين على وحدة المجتمع . إن الذاكرة تحتفظ بكثير من تلك المواقف التي ظلت عصية على سلطان النسيان ، وهنا تحضرني عبارة قالها الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود أمير نجران السابق حين جاء إلى المنطقة وهو يحمل البشريات وحينها كان هناك من يحاول أن يزرع الفتنة الطائفية والمذهبية بين أبناء نجران فقال لهم ( الوطن واحد ، والشعب واحد، ونحن هنا من أجل خدمة الوطن إنسانا وارضا) فكانت هذه الكلمات القوية في معانيها العميقة ميثاق شرف احتفل به جميع مواطني نجران وأصبحت منهجا عملي في إدارة التنوع وتسخير التباين في الآراء لصالح الوحدة وليس الإختلاف حينما يتعلق الأمر بالوطن والمواطن. ورسخ هذا المبدأ حين جعل مشعل بن عبدالله من احتفالات اليوم الوطني كرنفالا بهيجا لتعظيم قيمة الوطن ، وموسما جميلا للمحبة. ولا يفوتني هنا أن استدعي في هذا السياق العبارة التي ظل يرددها فهد السديري أمير نجران الأسبق رحمه الله (الوطن فوق المذهبية والمجتمع جسم واحد) .. هكذا تبقى المواقف والكلمات المضيئة تعيش في القلوب لترسم مسارات الوحدة والتلاحم .. وهاهي نجران العز والكرم اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و ولي عهده الأمير محمد بن سلمان تعيش في وحدة بين جميع مكوناتها ولا مجال فيها لأي إنسان يدعو إلى الفتنة مستغلا الاختلافات المذهبية بل تسود روح الإخاء والودة والحب بين الجميع..
..لك الحب والتحية مشعل بن عبدالله فأنت دائما موضع تقدير وكلماتك تظل مكان احتفال واحترام.