علي اليامي
.. زيادة على تمسكها بشرع الله وثرائها المادي والثقافي وحرص قياداتها على بسط الأمن والاستقرار في جميع مناطقها فإن عظمة المملكة العربية السعودية تستند إلى مجموعة راسخة من القيم الإنسانية التي أرساها الملوك الميامين إبتداء من المؤسس المغفور له – بإذن الله – الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأستمر هذا الإرث الطيب في عهد أبنائه الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله رحمهم الله، ومازالت هذه القيم تتعاظم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز و ولي عهده صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان – أعزهم الله – ومن النبع الأصيل ذاته أرتوى أحفاد الملك المؤسس فكانوا رسلاً للإنسانية إينما حلوا وحيثما رحلوا فهم الذين جعلوا من احترام الآخرين شعاراً ملازماً لهم في حياتهم ولعلي أستشهد في هذا المقام بمثال واحد جسد به صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود هذا السلوك الإنساني النبيل وعبر من خلاله عن مدى إرتباطه بالمواطن وقربه منه في كل الأوقات.
.. القصة تدور حول علاقة الأمير مشعل بن عبد الله مع الشيخ الوالد الراحل عبد الله المكرمي – رحمه الله – هذه العلاقة الإنسانية النادرة التي جمعت بين الرجلين منذ أن كان مشعل أميراً على منطقة نجران وظلت متقدة حتى بعد رحيل الشيخ عبدالله المكرمي ومغادرة الأمير مشعل منصبه في نجران.. إنها رابطة إنسانية لم ولن أعرف لها مثيل في حياتي وهي تعبر بكل الصدق والحب عن الإرتباط الوجداني العميق لأمير كرس حياته وأوقاته وفكره ومجهوداته من أجل الآخرين وجعل مقياس النجاح عنده هو العطاء ثم العطاء دون إنتظار مقابل.. كان الشيخ عبد الله المكرمي كما وصفه الامير مشعل رجل أحب الخير للجميع وسعى طيلة حياته إلى نشر روح التسامح والإخاء والتوافق بين أهالي نجران و زاد قائلاً ( الشيخ عبد الله المكرمي كان موجهاً ومعلماً لي وهو أكثر من أحب هذا الوطن وأنا أحبه لأنه أحب الوطن ) .. نعم هذه هي كلمات الأمير مشعل في حق الشيخ عبد الله المكرمي أنقلها هنا بكل تجرد كما سمعتها منه شخصياً .. أنه تواضع النفوس الكبيرة حين تعترف بالفضل لأهل الفضل فتزداد سمواً وتألقاً وتعانق بشموخها مدارات غير مسبوقة .. إنه الأمير مشعل يجسد الإنسانية في أسمى معانيها ويجعل من حب الوطن مقياساً أصيلاً للتلاقي بين الناس ومن هذا المنظور كانت تلك علاقة سموه بالشيخ المكرمي وكل المواطنين في نجران. ولم يقف رحيل الشيخ عبد الله المكرمي حائلاً لإستمرار تلك العلاقة النبيلة بل مازال الأمير مشعل يحتفظ بذكرياته الجميلة مع الشيخ الراحل ويضع صورته بين مجموعة الصور في مكتبة سموه الخاصة والأكثر من ذلك أنه جعل تلك الصور التي تجمعه مع الشيخ المكرمي على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي ( انستغرام) فيا له من وفاء تجاوز حدود الزمان والمكان وسكن في القلب والوجدان. هذا التلاقي الإنساني الفريد بين الرجلين جعلني أعرف سر نجاح الأمير مشعل في نجران وهو أنه رفع شعار احترام الآخرين وتقدير مجهوداتهم وكسب ودهم ومن هنا أحبه أهل نجران وساعدوه على تحقيق النجاحات في جميع المجالات وهو الذي ظل طيلة أيام توليه منصب الإمارة في نجران يصف أهلها بالرجال المخلصين للقيادة والوطن وهكذا الحال في الوفاء والإنتماء الآن ونجران تعيش أيام الصمود والتحدي في عهد صاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزبز ونائبه الأمير تركي بن هذلول متمسكين بنهج القيادة الرشيدة في تعاملهم الإنساني مع المواطن فنالوا إحترامه وتقديره. وما كان قائماً بين الأمير مشعل والشيخ عبد الله المكرمي هو نموذج من هذا الإرث الإنساني المستمر الذي جسده الأمير على واقع الحياة في نجران حتى أضحت المنطقة على أيامه قبلة يتداعى إليها رجالات نجران من كل صوب وحدب مؤيدين وداعمين في كل المناسابات والمناشط ومازالوا على الحال ذاته. وكان باب الرجل مشرعاً للجميع يستقبلهم بقلب مفتوح وصدر رحب وهو يردد ( نحن بيت واحد ونسير على نهج واحد ويجمعنا وطن واحد) أما الشيخ عبدالله المكرمي فكان محل توقير وتقدير بلا حدود وهو خير معين للأمير في أغلب الأوقات و وساعده الصادق في أداء وأجباته نحو المواطن. ويحضرني في هذا المقام أنه كان يردد بالحرف الواحد ( لدينا أمير هو نعمة من الله وهذه الدولة مباركة منذ عهد المؤسس ومن واجب الجميع احترام انظمتها في كل صغيرة وكبيرة). ولسان حال الأمير مشعل مازال يلهج بالشكر والثناء حتى اليوم وهو يردد في كل مناسبة مناقب أهل نجران ويذكر وقوفهم إلى جانبه ويقول بتواضع جم – هو من شيم الأمراء- إن كل النجاحات التي حققها في نجران هي محصلة طبيعية لتكاتف رجالاتها معه في كل المراحل ويذكر دائماً مواقف الشيخ عبد الله المكرمي متى كان الحديث عن فترة وجوده أميراً على نجران.
.. نعم إنها قصة وفاء نادر تجسدت في علاقة الأمير مشعل بن عبد الله والشيخ عبد الله المكرمي ومازالت فصولها تتوهج بين ذكريات جميلة حملتها هذه الصور التي أكتشفتها بمحض الصدفة وأنا أقلب في أرشيفي حين وقعت عيناي على موضوع عن الأمير مشعل بصحيفة الشرق إبان إدارتي لمكتبها في القصيم ولم أتردد في إرساله إلى الأمير الذي رد علي فوراً بقوله (الله يسلمك يا علي عدت بي إلى ذكريات جميلة عن أهلي في نجران معقل الكرم والرجال الصادقين) ومن بعدها إنطلق سيل الذكريات يتدفق من سموه عن نجران وعلاقته المميزة مع الراحل الشيخ عبد الله المكرمي فحرصت أن أسجل بعضاً من هذه التفاصيل لمسيرة هذا الرجل الفذ والإدراي المحنك من خلال هذه الصور المعبرة عن عمق الترابط وسماحة الإخاء حين يكون الوطن هو الغاية الكبرى. إنه مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أو ( بشير الخير ) كما أعتاد أهالي نجران أن يصفوه . متعك الله بالصحة والعافية أيها الأمير النبيل، ورحم الله الشيخ عبد الله المكرمي وأسكنه فسيح جناته

1 تعليق
مانع اليامي
الله يرحم سيدنا وولدنا عبدالله بن محمد ويعافي ويشفى الامير مشعل بن عبدالله الامير الشاب الخلوق جاء لنجران بكل خير وذهب منها بكل حب ادام الله عز الوطن