علي اليامي : دبي
عند الدخول إلى مكتبة الشيخ فهد السديري في الغاط تشعر منذ الوهلة الأولى أنك وسط عالم مختلف وتتملك الدهشة أينما القيت نظرك في ناصية المكان .. هنا تجد نفسك أمام كل أصناف المعرفة قديمها وحديثها مجسمة في مكان واحد وتدرك بأنك أمام رجل مأسور بالثقافة وشغوف إلى حد العشق بكل ماهو جديد ومفيد .. كتب ثقافية وأدبية وعلمية وصور تاريخية ومخطوطات نادرة ..في الحقيقة إنها كنز من العلم وبحر من العلوم يعكس مدى تعلق صاحب هذه المكتبة بتغذية الروح والفكر وقدرته الفريدة في جمع هذا الكم الهائل من المعارف في مكان واحد .. وأكثر ما يشد انتباهك اهتمام الشيخ فهد السديري بكل ما هو قديم وعزيز … خريطة نادرة توضح بدقة كاملة تمدد الدولة العثمانية وترسم حدودها السياسية في رقعة العالم الإسلامي والبلاد الأوربية وسيطرتها على الممرات المائية ، السديرى قال إنه تلقى عدة عروض مغرية لشراء هذه الخريطة إلا أنه رفض بشدة هذه العروض وأشار إلى أنه يعتبر هذه الخريطة كنز تاريخي لا يمكن التفريض فيه تحت كل الظروف .. ولا تستغرب ذلك فالرجل يعتبر مقتنياته غير قابلة للبيع أو المساومة .. وهناك – أيضاً – صور نادرة للملك عبد العزيز بمواقع مختلفة بجانب نسخ متعددة للصحف العربية والسعودية لفترات مختلفة . حقاً مكتبة فهد السديري لا تعكس مدى اهتمام الرجل بالمعرفة فحسب بل تجعلك تحترم حرصه على هذا الإرث النفيس من الروائع ، وما يزيد دهشتك أكثر هو سعة اطلاع الرجل وآراءه الناضجة ومقدرته على رؤية الأشياء ونقد الواقع .. إنه نموذج للمثقف المتكامل الأركان ومثال للقارئ الموسوعي .