التحرير: السودان
اقطاع التيار من حين لآخر في السودان يعزى إلى حرص الشركات الأجنبية العاملة في السودان في قطاع الكهرباء على الضغط على السلطات السودانية للحصول على مستحقات كان يُفترض أن تقدم لها من قبل. ولكنها لم تكن تتجرأ على المطالبة بها قبل بدء الحراك الشعبي، فاهتدت إلى أن استمراره فرصتها الذهبية لتعمد أعطال كهربائية تجبر الحكومة على التحرك بسرعة ولدفع هذه المستحقات مخافة أن يحتد الحراك أكثر من اللزوم بسبب انقطاع الكهرباء علما أن الطاقة الكهربائية لديها دور مركزي في تلبية حاجات المواطن الأساسية لاسيما في الأوساط الحضرية وشبه الحضرية.
ولكن كثيرا من المشاركين في الجدل بشأن انقطاع التيار الكهربائي في السودان يقولون إن السلطة هي التي تتعمد قطع الكهرباء لجعل الناس يفكرون قبل كل شيء في طهو الطعام وحفظه وتبريد المياه وأجواءِ المنازل لاسيما وأن درجات الحرارة مهيأة إلى الارتفاع أكثر فأكثر مما يثني جزءا كبيرا منهم عن المشاركة في الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس عمر البشير منذ 19 ديسمبر –كانون الأول عام 2018
الجدل ذاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائم لدى الفنزويليين حول عمليات انقطاع التيار الكهربائي المتكررة على خلفية التهم المتبادلة بين أنصار النظام من جهة وأنصار خوان غوايدو رئيس البرلمان والذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة في 23 يناير –كانون الثاني 2019 من جهة أخرى.
ويقول الباحثون في العلوم السياسية والاجتماعية الذين أجروا دراسات وأبحاثا حول توظيف عملية قطع الكهرباء بانتظام لأغراض سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية إن التجربة أثبتت أن هذه العملية سلاح ذو حدين أيا يكن الطرف الذي يستخدمه وبالتالي فإنه قد يستقيد منه أحيانا وقد ينقلب عليه أحيانا أخرى.