علي اليامي
كلما ذكرت (نجران ) تداعت إلى الأذهان معاني الأصالة والتاريخ والكرم والمروءة والنخوة والشجاعة والوفاء وغيرها من الصفات والقيم النبيلة التي ظل إنسان هذه المنطقة يجسدها في حياته فعلا لا قولاً ويتناقلها جيلاً عن جيل . وكلما ذكرت نجران – أيضاً – تجسدت لوحة من المناظر والمظاهر الطبيعية النادرة التي عرفت بها هذه المنطقة الساحرة في جبالها وسهولها و وديانها. ونجران فوق هذا وذاك كانت ومازالت الصخرة التي تتكسر عندها كل محاولات الأعداء للنيل من تراب وأرض المملكة المباركة.
… تقع منطقة نجران في جنوب غرب المملكة العربية السعودية عند الحدود مع اليمن في مساحة 360 ألف كيلو متر مربع ويسكنها 800 ألف نسمة وعاصمتها مدينة نجران وتعتبر واحدة من أهم وأعرق مناطق المملكة وتشتهر بالنشاط الزراعي حيث تضم سد نجران المعروف الذي تبلغ طاقته التخزينية إلى 85 مليون متر مكعب ويشكل النخيل أهم مزروعاتها. كما تشتهر نجران بتاريخها الضارب في االقدم حيث تنتشر فيها المواقع الأثرية وتعتبر مدينة الأخدود من أهم هذه المواقع على الإطلاق. إلا أن أهم ما يميز نجران هو إنسانها الذي يمثل عنواناً للتحضر والتواصل مع الآخر في جميع الحقب والأزمان داخل المنطقة وخارجها وكل من زار نجران يلمس هذا الأمر على أرض الواقع والحقيقة وأينما ذهب الإنسان النجراني تجده سفيراً مؤهلاً لتجسيد قيم الكرم والمروءة والإعتدال والتمسك بالتقاليد الجميلة ظلت نجران بأهلها في البادية والحضر نموذجاً للترابط الاجتماعي النادر والتلاحم في كل الظروف والاحوال ومازالت هذه القيم الإنسانية تتجذر يوماً بعد يوم في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز و ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حيث الوفاء للقيادة والوطن هما العنوانان الأكثر بروزاً لدى أهالي نجران الذين جسدوا الصلابة والصمود والتحدي في تصديهم الباسل ودفاعهم المستميت ضد أعداء الوطن من الحوثيين وأذنابهم وإفشالهم لكل المخططات الخبيثة التي تحاك سراً وجهراً ضد المملكة ومقدساتها وإنسانها ومكتسباتها فكانوا سداً منيعاً ضد كل إعتداء خلال السنوات الثلاث الماضية ورسموا صورة مشرفة لإنسان المملكة العربية السعودية تناقلتها جميع وسائل الإعلام العالمية و وسائط التواصل الاجتماعي معبرة بكل صدق وبسالة عن حبهم للوطن والقيادة… نعم إنها نجران الأصالة والبسالة والصمود والتحدي تمضي في كل يوم جديد نحو الغد المشرق الذي ينتظر المملكة السعيدة في ظل القيادة الحكيمة.. فما أجملك نجران وما أوع إنسانك النبيل.
