المجلس الاستشاري في الشارقة
هنا يصنع المستقبل
كل شيء في دولة الإمارات المتحدة أصبح محل للدهشة ، ومدعاة للفخر لأنك هنا دائماً ترى ما لا تتوقع وانت موعود بالابهار اينما ذهبت ، وكل الأشياء والأحياء تتحدث لغة واحدة مضمونها الدقة والجمال والعمل الجاد في كل شيئ ، هكذا يقول واقع الحال . وكلما زرت هذه البلاد الطيبة الجميلة تزداد ثقتي بأن الحاضر و المستقبل يصنعان ها هنا بحرفية ماهرة .
ومثلما تدهشك دبي فإن الشارقة تجعلك أكثر ثقة في أبناء هذه الدولة وقدراتهم على توظيف الإمكانات المتاحة من أجل سعادة وخير الجميع . وقد سنحت لي زيارة خلال اليومين الماضيين إلى المجلس الاستشاري لأمارة الشارقة ضمن وفد حمل دعوة إلى رئيسة المجلس الدكتورة خولة عبد الرحمن الملأ والأمين العام للمجلس الأستاذ أحمد الجروان لحضور منتدى تمكين المرأة ورؤية 2030 بالمملكة الذي تبدأ أعماله في التاسع عشر من مارس القادم في حاضرة القصيم بريدة بتنظيم من جمعية الملك عبد العزيز الخيرية بالتعاون مع مركز الجودة الشاملة للتدريب والاستشارات بدبي تحت إشراف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية سمحت لي هذه الزيارة أن أقف على تجربة متقدمة في كيفية إدارة العمل البلدي ، ولمست من خلال الحديث السلس الذي دار بيننا ورئيسة المجلس وأمينه العام مدى الجدية والدقة والحضور في كل التفاصيل .. نعم في هذا المكان تشعر فعلاً بأنك أمام فريق متكامل من أصحاب الخبرة والبراعة ومجموعة نادرة من المهمومين بشأن التطور في هذه الإمارة الوادعة الجميلة … هنا تتجسد الرؤية الواضحة والبعد الفكري الناضج الذي يستهدف قبل كل شيئ تلمس هموم الناس ومعالجة القصور و وضع التدابير اللازمة لتطوير منظومة العمل ، وتقديم المشورة الايجابية للحاكم الإداري في الشارقة وفق معايير عصرية فعالة مستندة على المعرفة والتجربة الحكيمة . في تلك الجلسة المحضورة دار الحديث بصوت عالي وثقة مفرطة حول إمكانات الشارقة وحرصها على مشاريع التنمية البشرية واحتضان التجارب والمبادرات والأفكار الشبابية وتشجيع المبدعين في كل المجالات . نعم في هذا المكان كل فكرة ، وكل نبضة ، وكل لمسة توحي لك بأن الجميع يعملون في تناغم متناهي وأنهم لوحة متناسقة الألوان ومكتملة التفاصيل ، بل هم معزوفة من العطاء تطرب كل من زار هذا المقر ، والجميع هنا في ورشة عمل مستدامة ، وحالة حوار مفتوح لا يعرف حدود للطموح . ساعة من الزمان فقط قضيناها في ضيافة رئيسة المجلس الاستشاري بإمارة الشارقة لخصت لنا جملة من الأفكار الناضجة والأدوار البناءة لهذه الكوكبة من الرجال والنساء الذين يبذلون قصارى جهدهم وفكرهم من أجل تقديم الجديد والمفيد .. فيا مرحى بهم وهم يقدمون كل ما عندهم من أجل رفعة وتقدم وازدهار الشارقة تحت قيادة ورعاية حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي فتح الأبواب على مصارعها للمرأة والشباب من أجل المساهمة الفاعلة في رسم لوحة الشارقة الجميلة فكانت مثالاً مبهراً للتطور وعنواناً براقاً للانسجام في كل منطقة الخليج العربي .. فهنيئاً لهم بهذه القيادة الراشدة الحكيمة …