بقلم: رذاذ اليحيى
وبعد انقضاء معرض الرياض الدولي للكتاب هذا الماراثون الثقافي، والمشهد العريض لفئات مختلفة من المجتمع، أحسب أننا تأملنا فيه ما هو أبعد من المتوقع الذي نقصده جميعنا وهو بالتأكيد “الكتاب”، لكن ما يحدث اليوم في احتفالية الكتاب؛ برنامج متكامل من الثقافة والفن والوعي، حيث أننا نشهد الصورة المتكاملة من حيث دور النشر المتفرقة والكثيفة، ودور النشر السعودية والتي يقوم عليها شباب سعودي، بالإضافة إلى فريق المتطوعين من الشباب والشابات السعوديين، والأركان المختلفة والتي في كل عام تأتي بطابع جديد وبفكرة مغايرة من تبادل للكتب، وأمنيات للقاء الكاتب المفضل، وفن الزخرفة الإسلامية، وأماكن لبيع الكتب إلكترونيًا، و”كن إيجابيًا” لنشر الوعي وتعزيز الثقة بالنفس. والأهم الفعاليات المصاحبة حيث طل علينا هذا العام المسرح بشكله التقليدي المشوق والذي له ذائقته المختلفة والمحببة، بطابعٍ جميل ومؤنس، والأمسيات الأدبية والفكرية، والندوات الثقافية، وكان حضور النساء المكثف بها بارزًا لهذا العام جنبًا إلى جنب مع شقيقها الرجل، هذا التمازج الفكري والتقاسم الفعّال نتاج حضارة صار لها اليوم البزوغ الأكبر والتقدم الجلي.
ما يجعلنا نرى الصور الحية والتي تلّون هذه التظاهرة بتقدم المرأة وتعطشها إلى القراءة والظهور الثقافي وتقديم أفضل ما لديها في هذا السياق.
إننا اليوم أمام محفلٍ بهيج، يفتح لنا أبوابًا نحو النور، ويقودنا بخطى واضحة إلى ما ستؤول إليه الثقافة والمرأة على وجه التحديد، فهذا الوقوف المشرّف بكل عظمته وتواضعه في آن، هو مزيج ذكي وحاضر يخبر عن نفسه، ويرسم توقعاته وينفاس على تنفيذها بجمالية مطلقة، وتلك هي الثقافة المعاصرة.
المرأة اليوم في هذا الحِراك الثقافي جاءت بمختلف المسميات والهدف القراءة والثقافة بكل أوجهها، حيث كانت بصورة قارئة، وثانية متطوعة مجتهدة في عملها، وأخرى مشاركة في ندوة ثقافية، وبالتأكيد الأديبة والكاتبة والناقدة حيث تكتظ أرفف الدور بأسماء كاتبات بمؤلفات منافسة محققة بذلك الظهور المستحق، وأيضًا حملت أطفالها لتقدم لهم النصيب الأوفر من القراءة والمشاركة. ولم تكتفِ بهذا بل وقفت وشاركت واحتلت من الأركان أبرزها لتشارك في فكرتها ودعمها للقراءة.
ومعرض الكتاب يثبت ويحقق هذه النسبية بل وبشكلٍ عام يوثق الحدث الأكبر وهو التقدم المتسارع والرائع الذي يحمله الكتاب، وتبثه الموسيقى والفن والحكاية، والأمسيات والتفاني الجلي من حيث التنظيم والتنسيق والسعادة دائمة الحضور في جنبات المكان وعلى أوجه الحضور؛ إكرامًا لما تم تقديمه وما آل إليه في ختام هذا المشهد الثقافي الزاخر.
1 تعليق
مها العتيبي
لكل مبدع إنجاز ولكل شكر قصيدة ولكل مقام مقال
??
أبارك للجميلة الكاتبة رذاذ اليحيى هذا الظهور في
مقالة ( وجه ثقافي مشرق )