علي اليامي
.. في هذه الأيام يعيش نظام الملالي في إيران أسوء مراحله منذ مجئيه إلى السلطة في العام 1979م. سلسلة من المظاهرات الغاضبة تتفجر يومياً داخل المدن الإيرانية المختلفة من مشهد وحتى طهران رفعت شعارات بدأت بمطالب اقتصادية ثم تحولت لإحتجاجات علنية ضد سياسات طهران الخارجية المتمثلة في تدخلها الصارخ في عدد من البلدان العربية وصرفها مليارات الدولارات على المليشيات الموالية لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ثم تطورت هذه الموجة من المظاهرات ليصل سقفها إلى حد المطالبة برحيل نظام ولاية الفقيه عن الحكم نهائياً ومن هنا بدأت مرحلة جديدة من المواجهة بين الشعب الإيراني وسلطات ولاية الفقيه التي أصابها الذعر من هذا التطور الذي لم تحسب له حساب فما كان منها إلا أن تستخدم العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين ليسقط عدد من القتلى خلال الأيام الماضية ومازال الحراك الشعبي يتزايد يوماً بعض يوم والمواجهات تتسع رقعتها لتعم أكثر من 70 مدينة إيرانية وأصبح الصوت موحداً والمطلب واحد وهو رحيل هذا النظام الوحشي الظالم الذي أذاق الإيرانيين ألواناً من القهر وكبيت الحريات والجوع والبطالة والتخلف. إيران التي تعتبر من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم يعيش مواطنوها حياة مزرية في كل مجالات الحياة وهم محرمون من أبسط الحقوق بينما يتمادى هذا النظام في سياساته العبثية التي أدخلت المنطقة في حالة عارمة من الفوضى الأمنية التي جعلت إيران العدو الأول لجميع دول العالم. لم تكن هذه المرة الأولى التي يخرج فيها الشعب الإيراني ليقف في وجه جبروت حكم الملالي ولكن الحال أختلف كثيراً منذ العام 2009م حين نزل الشعب إلى الشوارع معترضاً على نتائج الإنتخابات الصورية التي جرت حينها اليوم هذه الجموع المتفقة في ساحات المدن الإيرانية جميعها وحتى (قم) تطالب بالخلاص من هذا النظام الذي أصبح واقعاً لا يطاق تحمله بعد قرابة أربعين عاماً من البطش والظلم وتبديد موارد الدولة في تمويل الإرهاب .. نعم اليوم الشعب الإيراني قد جمع كلمته ليقولها في وجه خامنئي و روحاني وسليماني وكل زبانيتهم : كفى .. كفى ..كفي ظلماُ وتنكيلاً وعبثاً إذهبوا مع أوهامكم إلى مزبلة التاريخ وحتماً الشعب سوف ينتصر كما عودنا التاريخ وإني أرى أن حكم الملالي في طهران يلفظ أنفاسه الأخيرة.