بقلم : علي اليامي
لم تكن الأزمة الأخيرة التي فجرتها المواقف القطرية المستهجنة على مستوى منطقة الخليج والوطن العربي وليدة اللحظة بل هي نتاج تراكمات كثيرة عمل خلالها حكام الدوحة على فتح بلادهم وخزائنهم وإمكاناتهم لمختلف أنواع الشخصيات والكيانات الإرهابية فأصبحت هذه الدولة مقراً عالمياً للأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية وبات منبع أساسياً لتصدير هذا الخطر الماحق إلى كل المنطقة وفي مقدمتها دول الخليج وجمهورية مصر العربية إلا أن صبر هذه الدول قد وصل إلى حده بعد أن أختارت الدولة القطرية لنفسها هذا الطريق وعقب فشل كل المحاولات من الأشقاء والأصدقاء لإثناء الدوحة عن رعاية وتمويل العمل الإرهابي واحتضان عناصره من كل أنحاء العالم ضاربة عرض الحائط بكل المواقف الخليجية والعربية الإسلامية الداعية إلى مكافحة الإرهاب والتعامل الأخوي في كل المواقف إلا أن قطر لم تلق بالاً للنصح وحسن النوايا فواصلت علاقاتها المشبوهة مع النظام الإيراني، واحتضان ودعم جماعة الإخوان الارهابيه بقيادة يوسف القرضاوي بجانب مناصرتها المفضوحة لحزب الله وكل الجماعات الإرهابية التي وجدت في الدوحة حاضنة كريمة تساهم في تشجيع وتمويل مخططاتهم الشيطانية ورعاية أهدافهم التدميرية من أجل ضرب الأمن والاستقرار بدول الخليج خاصة والدول العربية والإسلامية على وجه العموم. إن الموقف الذي أعلنته الدول الخليجية وعدد من الدول العربية في وجه الدوحة هو بمثابة الخطوة الأولى نحو تجفيف منابع الإرهاب وهي خطوة وجدت الترحيب من جانب عدد من الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي جعل الحصار الدبلوماسي والاقتصادي المفروض على الدوحة اليوم يؤتي أكله ويحقق أهدافه في تفكيك آلة الإرهاب القطرية التي جعلت العالم كله يقف الآن أمام استفهامات كبيرة حول الآلة الإعلامية الضخمة التي ظلت تتستر وتروج لمشاريع قطر الإرهابية مثل قناة الجزيرة وأدواتها الاخرى ولعلي في هذا المقام استرجع مقالاً للكاتب الصحفي السعودي المرموق قينان الغامدي تم نشره في الخامس عشر من يناير 2013م وكأنه يسبق الأحداث ويستقرئ المستقبل وهو يطلق التساؤلات حين قال ( لماذا، ولماذا، ولماذا، ولماذا؟ أربع «لماذات» تواجهني يومياً، لماذا الشرق وحدها، لماذا الصحف الأخرى لا تتحدث عن قطر، ولماذا قطر «وهي دولة شقيقة، وعضو في مجلس التعاون المتجه إلى الاتحاد»، ولماذا لا تكشف «الشرق» أسرار قطر السيئة مثل ما تفعل مع «قطر»، ولماذا لا تقدر «الشرق» أن بين الأشقاء عتاباً وخصاماً، ولكن يجب ألّا تشارك فيه وسائل الإعلام؟ وقبل أن أبدأ في الإجابة أود أن أوضح أن الشعب القطري هم إخواننا وأشقاؤنا وأهلنا، وليس لنا، وليس لهم، سوى هم، ونحن إذا ادلهمت الخطوب، وقسا الزمان، والقطريون هم أرحامنا، وهم جيراننا، ونحن في السعودية جيرانهم، وأرحامهم ، وأهلهم، ولكن -مع الأسف الشديد جداً- لا أرى -فيما يظهر لي- لا عتاباً ولا خصاماً خاصاً على حدود، أو قضية. الذي يظهر أمامي هو قضية وجود من عدمه، وليس قضية اختلاف أو خلاف، أشعر أن هناك من يريد زعزعة استقرار وطننا واقتلاعه من أمنه ووحدته بكل كبرنا على كل المستويات والاحتمالات والفهومات(.
فهل آن لقطر وحكام قطر أن يرعوا ويعودوا إلى عقلهم أم أنهم لن يستبينوا النصح إلا ضحى الغد؟!!!