… هنا في أرض الجزيرة العربية عرف الإنسان أدوات الحضارة التي ابتدعها بدو الصحراء بين الرمال والكثبان ومن تحت الخيام البسيطة كانوا ملوكا وصناع مجد، وأهل حكمة مازالت تتناقلها أمم الأرض شرقا وغربا.. هنا في أرض المملكة العربية السعودية على ظهور الإبل وصهوات الجياد سطر العرب في الجاهلية والإسلام بطولات ملأت العالم نورا ومعرفة.. هذه الأرض الطيبة ديار البدو والأصالة هي التي أنجبت أعظم خلق الله (محمد عليه افضل الصلاة والسلام) وانجبت الشعراء، والأدباء، و الحكماء، واعظم القضاة، وغيرهم من الذين كتبوا اسماءهم بالنور على سجل التاريخ وكانوا جميعا من نسل أولئك البدو البسطاء ولكنهم لبسوا تاج العزة والشموخ فسادوا الناس بعدلهم وعلمهم وسماحتهم وحسن معشرهم وكريم خصالهم فدان لهم الناس بالمحبة وشهدوا لهم بالفضل.. والبدو هم من كانوا خير معين ومساند للملك البدوي المؤسس عبد العزيز رحمه الله حين تمكن من توحيد هذه البلاد المباركة وتحولت من شتات الي المملكة العربية السعودية التي أصبحت في عهود أبنائه البررة سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله محط أنظار العالم ومهوى الناس أجمعين وهاهي اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود و ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان باتت قوة ضاربة في كل مناح الحياة.. وبعد كل هذه وغيره يأتي وزير خارجية لبنان المدعو شربا وهبة ليتطاول على البدو في لقاء مع قناة الحرة ناسيا او متناسيا.. جاهلا او متجاهلا بأن هؤلاء البدو الذين يستخف بهم هم من سادوا العالم يوما من الهند إلى جبال البرانس في قلب أوروبا وان أحفادهم اليوم يحكمون دولة من أكبر اقتصاديات العالم
وقد نسي هذا (المسئ ) أو تناسى أن هؤلاء البدو قد أخذوا بأسباب التقدم العلم والتقنية والعلوم الحديثة وأضافوا إليها مكارمهم وشجاعتهم وتمسكوا بعاداتهم وتقاليدهم وهويتهم الوطنية الأصيلة ولم يخضعوا يوما لأحد فعاشوا أحرارا بين الطبيعة واسيادا لأنفسهم ولم تستعمر بلادهم في التاريخ البعيد أو الحديث وكانوا ومازالوا منارات علم وثقافة وأهل عزة وشموخ وكبرياء وكرم ومحل إعجاب والهام لكل من زار بلادهم من عرب وعجم..
… لقد نسي هذا الوزير المسئ او تغافل أن البداوة مصدر فخر وإباء وعزة وأن أهل السعودية والخليج يشرفهم أنهم من نسل أهل البادية ..
.. ولعل ماقاله هذا الوزير المسئ هو انعكاس لحالة إفلاس عام يعيشها بلده في كل شيء ما كنا ان هذه الحالة وصلت إلى به إلى حد الغباء والخواء الفكري وعدم القدرة على استيعاب تغيرات الحاضر فطفق يهذي بما لا يعلم وقد اعماه حلمه بالرئاسة عن النظر في تاريخ المملكة الناصع ومواقفها المشهودة في كل المحافل الدولية فمضى يهرف بما لا يعرف؛ لكن غباءه هذا لن يغيير من الحقائق شيئا او يبدل في الوقائع أمرا.. ولا نستغرب من هذا الحاقد مثل هذا الحديث الجاهل وهو الذي سكت عمدا، وحقدا، وحسدا عن استنكار قصف المنشآت النفطية في المملكة، ولم يتفوه بكلمة حول تصرفات إيران العبثية في كل اجتماع عربي مخالفا دستور بلده الذي ينص على عروبة لبنان..
.. لن نطلق الحديث جزافا على عواهنه أو نجعله معمما ونحن نعلم ان أهل لبنان البعدين عن حزب الله الارهابي يكنون كل الحب والوفاء والتقدير للسعودية قيادة وشعبا ولكن هذا المتطاول تجاوز الحدود فاستحق منا هذا الرد رغم انه لا يستحق غير التجاهل.