تقرير : علي اليامي
أجمع عدد كبير من الخبراء الاقتصاديين وأتفقت آراء صحفيين عالميين خلال الفترة الماضية على أن المملكة العربية السعودية تنطلق بكل ثقة نحو تحقيق نجاحات غير مسبوقة في مجال الاستثمار عقب الإصلاحات الاقتصادية الواسعة النطاق التي شهدتها المملكة مؤخراً على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز و ولي عهده الأمير محمد بن سلمان واستشهد هؤلاء المراقبون بمجموعة المشاريع الضخمة التي أعلنتها السعودية والمحفزات الكبيرة داخل سوق الاستثمار في المملكة زيادة على حالة الأمن والاستقرار التي عرف بها هذا البلد منذ عقود طويلة. ( الجودة ) رصدت جانباً من هذا الاهتمام في ثنايا التقرير التالي :
هنا الرياض !!
أفردت الصحف والقنوات الفضائية الأوربية والأمريكية خلال الفترة الماضية مساحات مقدرة للحديث عن التحولات الاقتصادية والمغريات الاستثمارية التي أعلنتها المملكة العربية السعودية وأتفققت هذه الوسائل الإعلامية على أن المملكة مقدمة على تغيرات جذرية في بنيتها الاستثمارية وأن صحراء الرياض – كما قالت هذه الوسائل – تنتظر موجة عاتية من الاستثمارات في كل المجالات وعبرت شبكة (إن بي سي ) الإخبارية عن هذا التوجه تحت عنوان عريض هو: ( السعودية : دافوس الصحراء) ولم يختلف الحال لدى صحيفة ( الفاينانشيال تايمز ) التي توقعت أن تحظى السعودية خلال فترة وجيزة بنصيب الأسد من الاستثمارات العالمية غير النفطية خاصة في مجال التكنولوجيا والسياحة والصناعات التحويلية مستشهدة في توقعاتها بمدينة ( نيوم الذكية) التي تبلغ تكلفتها الإجمالية 500 مليار دولار أمريكي. وفي الإتجاه ذاته قال صحيفة ( نيويورك تايمز ) إن قلب العالم المالي والتجاري في طريقه إلى التحول من لندن ونيويورك إلى العاصمة السعودية الرياض مشيدة بالخطوات الشجاعة والذكية التي قام بها الأمير محمد بن سلمان في هذا المجال.
سوق آمنة
في حديث خاص مع ( الجودة ) أثناء فعاليات مهرجان السياحة الذي أقيم بمدينة طرابزون التركية مؤخراً قال(تيودور كوميليس )رئيس مجلة ترافل ديلي نيوز اوروبا واسيا وافريقيا
إن السعودية تعتبر واحدة من أكثر البلدان المرشحة لجذب الاستثمارات السياحية والتنموية في العالم خلال السنوات القليلة القادمة بفضل الإمكانات الطبيعية والثقافية و المالية التي تمتلكها مشيراً إلى أن مشروع مدينة نيوم الذي أعلن الأمير محمد بن سلمان عن قيامه هو نموذج على الطموحات الهائلة التي تعمل المملكة لتحقيقها في هذا الخصوص. وتوقع (تيودور كوميليس) أن تساهم الإصلاحات الاقتصادية المدرجة ضمن رؤية المملكة 2030 في تسريع وتيرة هذا التوجه الاستثماري الذي يقوم على تحديث الأطر الاقتصادية والاستفادة من التجارب العالمية وتوسيع دائرة مشاركة الشباب في هذه المرحلة ممتدحاً في الأثناء ما تم إنجازه من خطوات مشجعة لرأس المال الأجنبي والمستثمرين لدخول السوق السعودية التي وصفها بالآمنة والمستقرة.
السعودية قادمة
لم تكن التوقعات الإعلامية بعيدة عما أكده المشاركون في مبادرة (مستقبل الاستثمار و السعودية الجديدة) الذي عقدت جلساتها بالعاصمة الرياض في أواخر العام الماضي على أن المملكة هي الوجهة القادمة للاستثمارات العالمية والتي أعلن من خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برنامجه الجديد لتوجه المملكة الاستثماري في حضور عشرات من الشركات العالمية و المستثمرين ورجال الأعمال الأجانب والمحليين تحت تنظيم صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وقدرت أن تصل مجموعة الأصول المنتظرة من هذه المبادرة إلى 22 تريليون دولار أمريكي . ويتوقع اقتصاديون أن تشهد السعودية خلال الفترة القادمة تدفق استثمارات ضخمة من أمريكا وأوروبا والدول العربية وتصل إلى ذروتها في العام 2020 حيث تبدأ مرحلة جديدة من النمو الرأسمالي بعد طرح أسهم أرامكو داخل البورصة العالمية في تزامن مع التطور الكبير الذي تنتظره سوق المال السعودي في هذه الفترة.