علي اليامي
.. صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله بن عبدالعزيز اسم لا يحتاج تعريف لأنه علم في كل الساحات الرياضيه ونجم سطع على إمتداد سماوات الوطن الكبير وحيثما ذهبت وجدته ينثر الحب والخير والعطاء دون حساب فملك قلوبهم وتربع على وجدانهم. ومهما أجزلت الكلمات أو نمقت من عبارات فإني لن أوف الرجل شيئاً من مآثره المشهودة ومواقفه المعروفة وما زال فيض عطائه يتدفق.
.. بعيداً عن المهام الرسمية التي تقلدها في الماضي والحاضر وأثبت من خلالها بأنه رجل من الطراز الأول إلا أن مساهمات سمو الامير خالد في مجال الرياضة التي إمتدت لأربعين عاماً في خدمة نادي الأهلي تشكل سفراً ناصعاً للأداء المتميز داخل هذا الكيان الرياضي الوطني الكبير، و سنوات وجوده على رأس هذا الكيان تشهد بأن سموه قدم الكثير والكثير في سبيل بقاء هذا الصرح الرياضي الرائد متوازناً عصياً على السقوط ، وجعل مسيرته تكلل بالنجاحات رغم كل العقبات ليصعد أبطاله على منصات التتويج مراراً وتكراراً حتى أطلق عليه ( قلعة الكؤوس) وبات اسم الأمير خالد بن عبد الله مرادفاً طبيعياً للنادي الأهلي بجدة ، وأصبحت جماهير هذا النادي تضع ثقتها الكاملة في رعايته وقيادته لناديها المحبوب. والشاهد على هذا العشق المتبادل هو سيل التغريدات وعناوين الصحف التي انهمرت من كل صوب وحدب حين أعلن الأمير خالد إعتزاله العمل الرياضي.
.. رغم المجهودات العظيمة التي بذلها والنجاحات التي حققها الأمير خالد خلال هذه الفترة في خدمة النادي الأهلي فإنه كان دائماً غير متشبث بمنصبه أو متعصب لذاته بل كان متجرد في عمله ولن ينس الجمهور الرياضي في المملكة موقفه من الشائعات التي سرت في وقت من الأوقات عن ترشحه للرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل تغيير مسماها لهيئة الرياضة حينها قال قولته الشهيرة ( لو كنت موظفاً لتقاعدت لأني بلغت سن التقاعد) مقدماً درساً بليغاً في نكران الذات وحب الخير للجميع ،فسرى هذا الرد داخل الوسط الرياضي على كل لسان وظل محفوراً في ذاكرة الزمان.
.. مع إنتمائه الأصيل للنادي الأهلي وحبه الكبير لهذا الكيان إلا أن الأمير خالد كان منفتحاً على الجميع وصاحب علاقات ممتدة مع كل الأندية الأخرى وتربطه و شائج وطيدة مع الرموز الرياضية على إختلاف ألوانها وتوجهاتها لانه كان ومازال رياضياً مطبوعاً تلتقي عنده كل ألوان الوطن. وها هو اليوم يترجل عن مسؤولياته الرياضية المباشرة وغير المباشرة بعد أن كتب اسمه بأحرف من نور ليس على مسيرة النادي الأهلي وحسب بل في كل مساحات الرياضة الوطنية فاستحق عن جدارة هذا العشق الكبير الذي أحاطه به الرياضيين في بلادي.
.. ولا أنسى في هذا المقام لطف الأمير خالد وكرمه وسماحة أخلاقة وسلاسة تعامله مع الآخرين فقد التقيته في أحدى المناسبات وأهديت له نسخة من العدد الخامس لمجلة ( أخدود نجران) فما كان منه إلا أن رد علي في اليوم التالي بخطاب راق يليق بسموه شاكراً لي على الهدية ومعلقاً على المجلة بكلمات ما زلات أعتز بها كثيراً.
… لن نقول شكراً لك ايها الأمير خالد نظير ما قدم من وقت وفكر وجهد و مال للنادي الأهلي والرياضيين في المملكة لأننا حتماً لن نجد الكلمات التي تعبر عن حقيقة مشاعرنا وحبنا لك أيها الرمز الرياضي والإنساني النادر ولكننا نستعير كلمات صادقات من القلب لصاحبة السمو الملكي الأميرة (عبير بنت خالد ) وسوف نظل نرددها دائماً : ( كفيت و أوفيت يا أعظم أب .. ربيتنا وزرعت في قلوبنا حب الكيان الأهلاوي وكل الرياضيين وسنظل على العهد ما بقينا وفاءً لما قدمته للرياضة في السعودية.. شكراً أبي ) ونحن بكل فخر نقول : ستبقى رمزاً فينا أينما حللت وحيثما رحلت.
