احلام احمد : عمان
يظل الإعلام بمختلف وسائله و تعدد وسائطه التقليدية والحديثة هو العين الفاحصة في مراقبة الواقع مثلما هو الراصد الأساسي للأحداث وموجهاً لها في كثير من الأحيان . و تأتي خطور الفعل الإعلامي و إمكانيته الكبيرة في التأثير على الواقع سلباً وإيجاباً ومن هنا تبرز أهمية وجود الإعلام الذي يتعامل مع المواقف والأحداث انطلاقاً من المهنية والمصداقية والحرفية في النقل و التناول والتحليل … كثير من المراقبين يرون أن زمن الإعلام المحايد قد ولى والمطلوب الآن التركيز على ما يمكن وصفه بالإعلام الموضوعي وما بين هذا وذاك تتولد التفاصيل وتتقاطع الخطوط .. ( الجودة ) حاولت في هذه المساحة أن تتعرف على آراء مجموعة من الشباب بالمملكة العربية السعودية حول نظرتهم للتناول الإعلامي على الساحة الوطنية والعالمية ومدى خدمته للقضايا على الوجه المطلوب ..
أبيض وأسود
يقول الشاب عبد الله الناصر إن الإعلام في الوقت الحاضر يشكل ركيزة مهمة في متابعة مجريات الأمور في جميع دول العالم وهو الذي يعكس بصورة مباشرة كل صغيرة وكبيرة وليس بعيد عنا ما تتناقله الصحف والفضائيات من أخبار وتقارير وتحليلات لما يدور في العالم ومتابعتها المتواصلة للأحداث على مدار الساعة وهذا بالطبع يمثل وجهاً ايجابياً للإعلام و يعكس أهمية الوسائط الإعلامية في ربط الناس بما يدور حولهم سواء على المستوى الوطني أو العالمي إلا أن افتقار كثير من وسائل الإعلام للمهنية وجنوحها إلى تبني وجهات نظر محددة جعل منها وسائل غير موثوقة لدى المتابع . وعن تقييمه للمهنية داخل وسائل الإعلام العربي يرى ( عبد الله ) أن وسائل الإعلام رغم ما يحيط بها من زخم إعلامي وتشويش في نقل الحقيقة مازالت تحتفظ بقدر كبير من المصداقية والموضوعية والطرح المهني والتعاطي مع الأحداث بمسؤولية تفتقر إليها كثير من وسائل الإعلام خارج الحدود ألعربيه ، وهذا لا يعني بالضرورة بأن هذا الإعلام العربي مبرأ تماماً من ( فيروس ) شخصنة القضايا و الخروج عن جادة المهنية الصحفية ولكن يظل هذا الأمر في حدود ضيقة حتى هذه اللحظة . فيما ترى ( نوال أحمد ) أن الإعلام في عالمنا العربي يظل نموذجياً في كثير من جوانبه في تناوله للقضايا المهمة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي إلاأنها تعيب على وسائل الإعلام عدم تعاملها بمهنية مع قضايا الفساد وتقصيرها في رصد ومتابعة هذه القضايا بصورة موضوعية وشجاعة وهذا الأمر – حسب نوال – ساهم في تعطيل وتعثر كثير من المشروعات الخدمية والتنموية في العديد من الدول ألعربيه مثلما يشجع المفسدين على الاستمرار في هذا الطريق .
زاوية مختلفة
وربما تبدو الصورة في مجملها زاهية ولكن بعض تفاصيلها هنا وهناك توحي بأن البعض في ظل الفضاءات الإعلامية المفتوحة والقنوات المتاحة في كل الأوقات يعملون على استغلال الآله الإعلامية لخدمة اجندتهم الخاصة أو الترويج لأفكار تحمل في ظاهرها الخير وباطنها يخفي الخطر ، أو كما يقول كثير من الذين تحدث إليهم ( الجودة ) في الموضوع بأن الإعلام اليوم أصبح أكثر انفلاتاً من أي وقت مضى ولم يعد يلتزم بالمصداقية أو المهنية في كثير من القضايا بل أنه ربما منصة لتزييف الحقائق وتزوير الواقع .