بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه علية.
حسب تقسيم أهل علم النفس والتربويون أن أكثر الأعمار حرجا والتي تتوجب عناية خاصة وحذر هي مرحلة الطفولة المبكرة (من ثلاث إلى خمس سنين ) وهذا حسب ما قاله فرويد والذي يخالفه الكثيرون و مرحلة الطفولة المتوسطة ( من ست سنوات إلى اثنا عشر سنة ) .
ولعلنا نفرد الحديث هنا عن مرحلة الطفولة المتوسطة وهي العمر المناسب للطفل في المرحلة الابتدائية . ولو انه ينبغي إن نفرد لكل سنة من سنوات الطفولة المبكرة بحث مستقلا إلا أننا سوف نحاول ذكر خصائص هذه المرحلة بالإجمال .
بحسب رأي بياجيه يقول إن هذه المرحلة تعتبر مرحلة انتقالية للطفل فيسميها ( المرحلة المحسوسة ) وذالك أن الطفل يكون محصورا بالتفكير على الحس وعلى العلاقات الاجتماعية فيبدأ الطفل بتكوين الصداقات ويميل إلى الأعمال الجماعية فمن واجب المربين بالمدرسة أن يشبعوا هذه الحاجة عند الأطفال ويجب أيضا ملاحظة الأطفال المخالفين لهذا المبدأ للمبادرة بمعرفة الأسباب قبل تفاقمها.ويقول بيجية أن من شأن هذه المرحلة هو استيعاب الطفل للتفكير المركب والعكسي أي أن الطفل يبدأ بفهم تفاصيل التركيبات ولا يكتفي بالتركيب ككل . مثال: أذا قلت لطفل بهذه المرحلة أن محمد أخ لخالد ثم سألته من أخ خالد فيجيب محمد .عليه فمن واجبات المربين أشراك الطفل في هذه المرحلة بجزء من هموم المجتمع المصغر مثل المدرسة أو الحي وعدم إهمال رأيه ولو كان بسيطا فهذا ينمي عنده خصائص القيادة والشعور بالانتماء وهذا كان رأي فرويد .
يتحتم على المربي أن يعرف جيدا مراحل نمو الطفل وخصائص كل مرحلة حتى يعامل كل طالب بحسب خصائصه ويتمكن من فهم حاجات طلابه.
فالخصائص الجسمية , يكون الطفل في فتره نمو مستمرة خصوصا في مرحلة الطفولة المتوسطة فنجد حاسة البصر تتفاوت من طفل إلى طفل بسبب عدم استقرارها وهي عادة تستقر في سن العاشرة أو السادسة عشر وكذالك السمع .
أما الإحساس مثل حاسة اللمس فيجب أن يدرك المعلم أو التربوي إن الطفل في هذه المرحلة يكون الإحساس عنده عالي جدا فلاشك إن الضرب يؤثر به أكثر من غيره فنجد مع الأسف بعض الآباء يضرب ابنه بشده لعدم إدراكه بحساسية الطفل الزائدة . ونجد أن هذه الحاسة تتقلص تدريجيا إلى النصف إذا بلغ سن السادسة عشرة .
ويكون الطفل في هذه المرحلة عرضه للحوادث المميتة والغرق وان بدا عظم الطفل صلبا إلا انه سهل الكسر وعرضه للعاهة المستديمة .
أما بالنسبة للخصائص العقلية , فينبغي للمعلم أن يدرك إن الطفل ينمو عقله بشكل سريع ولكن ينقصه بعض الأشياء خصوصا في المراحل الأولية فالطفل في النصف الأول من الطفولة المتوسطة يمكنه التمييز بسهوله بين الحروف المختلفة أو المتباينة مثل ( م , ك , ل ) و يصعب عليه تمييز الحروف المتشابهة مثل ( ح , خ , ع , غ ) فمن الواجب على المعلم مراعاة هذا الجانب وبذل جهد أكبر. أما التفريق بين الاتجاهات فتأخذ وقتا حتى يستطيع التفريق بينهما قد تصل إلى عمر الثانية عشرة .
وتبدأ بهذه المرحلة تكوين الأفكار والمعتقدات التي تنمو مع نمو الطفل فيجب الحرص على تلقين الطفل بهذه المرحلة المبادئ الإسلامية والأسس الإسلامية والأخلاقية الصحيحة وهذا مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (مُرُوا أبناءكم بالصلاة لسبع ) وبحسب رأي فرويد أن الطفل بهذه السن خصوصا المراحل الأولى للطفولة المتوسطة يكون مستودع لتخزين المبادئ والقيم والمرسخات الفكرية .
ولعلي في آخر حديثي افرده لأبرز مشكله من مشاكل الأطفال في سن المرحلة الابتدائية والتي يجب أن يراعيها كل معلم وإداري ومربي داخل أسوار المدرسة ألا وهو الخوف (phobia ) وهذا النوع من الأمراض له أقسام عدة وأشكال وأنواع متعددة . فهناك الخوف الغير مرضي وهو الخوف العادي اتجاه أي مثير يشكل خطر أو عدم تكيف للطفل وهذا الخوف طبيعي ويجب أن يوجد بالطفل العادي أما الخوف المرضي وهو الخوف من الأشياء التي لا تشكل خطر ونجد الطفل في بعض الأحيان يخاف من شيء معين مثل أن يخاف من حيوان أليف بشكل كبير وأقرانه من الأطفال لا يخافون وما يهمنا هنا أنه قد يوجد هذا المرض في مدارسنا مثل خوف الطفل من الذهاب للمدرسة ويكون من أعراض هذا الخوف التوتر الشديد أو تقلب المزاج أو السرقة وهبوط في المستوى التحصيلي للطالب . ويجب على المرشد الطلابي أن يعرف نوع هذا الخوف ليتم معالجته فمن المفترض أن يميز أولا هل هذا الخوف هو خوف من المدرسة أم خوف من ترك البيت . فبعض الطلاب يخاف ترك البيت لشعوره بالأمان هناك و أن المدرسة لا يوجد بها الأقارب والأب والأم والجدة . أما إذا كان الخوف من المدرسة فيجدر بالمرشد أن يكتشف سبب هذا الخوف فهل الطفل يخاف من اعتداء الطلاب الأكبر حجما وعمرا أو يخاف من ضرب معلم . وينبغي أن يدرك المرشد أن هناك خوف يدعى بعلم النفس
( الإسقاط ) بمعنى أن الطفل يكره والديه ولكنه يرى أن هذا الكره غير منطقي فيكبته في نفسه ثم يحول هذا الكره من الوالدين إلى المدرسة وهذا رأي المدرسة التحليلية ( فرويد ) . ولكن المرشد بالإمكانات والصلاحيات الممنوحة له لا يستطيع في الغالب اكتشاف هذا النوع ولكن إذا شك به يكتفي بوضع تقرير عن الحالة ورفعه للجهات المختصة في محيط عمله . ولحل مشكله الخوف المرضي يقترح المربين أن يطبق عليهم نظرية الروابط الكلاسيكية من المدرسة السلوكية ( جون واطسون ) ويقصد بها أن يربط الطالب سيكولوجيا بالمدرسة وليس فعليا . مثال : في بداية السنة تعطي المدرسة هديه للطالب وفي كل يوم يعطى الطفل هديه لفترة محدودة ( الطفل يحب الهدية ولكن لا يحب المدرسة ولكن كلما ذهب للمدرسة حاز على
الهدية ) مع الوقت سوف تحل المدرسة محل الهدية أو ترتبط المدرسة بالهدية سيكولوجيا فإذا تذكر المدرسة تذكر الهدية ففرح ثم مع الوقت تتلاشى الهدية فيتذكر المدرسة فقط فيفرح فتحول حب الهدية إلى المدرسة . هذه النظرية رغم معارضه الكثيرون لها إلا أنها الأنسب في محيط المدرسة والسبب يعود لسطحيتها . أما المعارضون فيقولون أنها عالجت قشر المشكلة فقط ولم تعالج المشكلة فالسلوك الجديد الذي طرأ على الطفل ( حب المدرسة ) هو السلوك الظاهر أما المشاعر فتضل حبيسة وقد تخرج في أي وقت . الجدير بالذكر أن هذه النظرية تطبق على الحيوانات لتدريبها على فعل سلوك معين .
معد البحث
زامل محمد زامل الصغير
المراجع:
1- نظريات التعلم
2- علم نفس النمو
3- theories of Developmental Psychology