من وحي الرثاء في المغفور لها بإذن الله تعالى
مزنة بنت سليمان بن حمود المشيقح رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة زوجة سعادة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المشيقح عضو مجلس الشورى السعودي السابق ورئيس مجلس أمناء كليات القصيم الأهلية.
صبرٌ جميل
رحمات ربِّكَ أرسلت يُمناها
مسحت على نبض العناء يداها
رحمات ربِّكَ للعباد تمثّلت
صبراً يُلاقي في الدروب ضُحاها
وَسِعَت جموعَ المؤمنين رحابُها
فوق الوجوم تنزّلت بنَداها
هذا قضاء الله يبعث حكمةً
بين الجوانح لم نعي فحواها
قد عاد يُلقي للبرية رحمةً
يزهو وجوه العالمين ضياها
يا عابد الرحمن صبراً إنها
محنٌ تدور على الورى بخطاها
فاجعل إلى الله العظيم توجهاً
نبعاً يُجدد للقلوب تُقاها
هذا ابتلاءٌ للنفوس ممحِّصٌ
جعل الوصال بربها سلواها
يُرسي دعائم ترتقي لمنازلٍ
انتم لها والقائمون عُلاها
لا ضير مما قد حوته مَنِيةٌ
إن العزيمة يُستقى معناها
إن العزيمة قد تبدَّى وجهها
مُثلٌا تُجدّدُ باليقين عُراها
هذي الجبال الشُمُّ ترسم دربها
تبقى معالم في الصمود أراها
ميمونةٌ في البر كانت مزنةٌ
والطير غرّد في ظلال حِماها
نبعٌ لكل فضيلةٍ من حولنا
ولها المكانة تالداً حيّاها
طيبةُ أصلٍ في السماء فروعها
والصبح فوق غصونه جلّاها
في ساحة العلم المبجّل قامةٌ
تهــتز شـــوقاً كلما نــاداها
في كل أرضٍ قد بدا ريحانُها
عبقاً يفوح بأرضها وسماها
يا مزنة الخير الذي بلغ المدى
نوراً يشعُّ على الربوع كفاها
دوّنتِ في هام العلو مناقباً
سِيَراً تعانق بالإباء مداها
وظللتِ روضاً للنماء مدعماً
أيدي السخاء تضافرت يمناها
توّجتِ من بُعد المقاصد غايةً
فكراً جليلاً قد غدا مرساها
فيض المروءة والأمومة ثرةً
رغدٌ تبدّى في مروج شذاها
لله درُّك قد سموتِ ربوةً
حُسن الفضائل جلّ من أعطاها
بنت المشيقح للمآثر قدّمت
جيلاً فريداً بالعطاء شداها
سامي وأيمن للمعالي شيدوا
صرحاً تعالى في شموخ رؤاها
مجدٌ تفرَّد بالمضاء وقد أتى
عمرٌ وفهدٌ في رُبى نجواها
وبعثتِ عبدالله فذا رائداً
من بعدُ احمد بارعاً يتباهى
نجلاء من نبع الأمومة تستقي
روحا تسود فهللت بشراها
أسماء عادت تستعيد بخلدها
أمّاً تشيّد صبحها ومساها
لولوه الرقيقة بالمعاني أزهرت
خُلقاً رفيعاً من تليد صباها
ولعابد الرحمن كنتِ قرة
زوج الصلاح تطلّعت لرُباها
يا سيد الكلمات تمضي مزنةٌ
ترقى لتلقى بالنعيم ذراها
لعمري إني قد علمتك صابراً
طودا وطيدا في صروح مُناها
فاذكر إلهك بالتضرُّع واحتمي
فالذكر أندى للقلوب هَدَاها
بالصبر يصمد للنوازل مؤمنٌ
روحٌ بدت لتمدنا بقواها
هذا هو القرآن موردنا الذي
داوى النفوس من الأسى وشفاها
هذا هو الفرقان نبعك فاستقي
سُحب العطاء تمطّرت عيناها
فامدد يديك إلى الإله مناجياً
وابعث على وجه الحياة سناها
وارقب عيون العابدين توجَّهت
نحو السماء وأطلقت دعواها
يا رب اغفر لام سامي مزنةً
واجعل بحوض نبينا سُقياها
الهِم بنيها الصبر يوم فراقها
واجعل لهم بين الجنى لُقياها
*****
رمضان زيدان
zidaneramadan@gmail.com