فهد القحطاني: الرياض
ظلت حركة الاستنارة والتماسك الثقافي تشكل ركيزة أساسية في مجمل البناء المعرفي داخل بلدان الخليج العربي الأمر الذي جعل المثقف الخليجي ينأى بنفسه بعيداً عن مدارات الاستلاب الثقافي في المحيط الأقليمي والدولي ، وانعكست هذه الروح المتفردة في كثير من الأعمال الأدبية والشعرية والفكرية لدى المثقفين الخليجيين .. صحيفة ( الجودة ) توقفت قليلاً على هذه المسارات مستشعرة روح التألق لدى المثقف الخليجي ومدى قدرته على صنع واقع مختلف …
ضد الذوبان
يرى الأديب والمؤلف السعودي المعروف الدكتور محمد الناصر أن المثقف الخليجي ظل منفتحاً على الآخر دون أن يذوب فيه لذلك ظهرت شخصيته في كل مجالات المعرفة وتبلورت رؤاه بما يتفق مع واقع مجتمعه وتطلعات أفراده نحو مستقبل ثقافي آمن وحياة يحافظ فيها هذا الفرد على تفاصيل التميز ضمن تموضع يوافق الإرث التأريخي ومحتويات التفكير المتوازن المتعايش مع الآخر بوعي كامل ، وإدراك لماهية التفرد المعرفي داخل محيط من الثقافات العالمية والتيارات الفكرية التي تموج بها الأسافير في عالم اليوم ، ومن هنا كان تفرد المثقف الخليجي .
استقلال
ولا يبتعد الروائي عبدالله المنصور كثيراً عما قاله الدكتور الناصر مشخصاً حالة التفرد لدى المثقف الخليجي بأنها نوع من التحدي الثقافي والمرونة الفكرية التي جعلت من هذا المثقف قادراً على العطاء والحركة في كل الإطارات المتاحة دون أن يقع فريسة للآخر ، فهو يؤثر ويتأثر ولكن وفق معطيات ثابتة تحفظه من خطر الانزلاق وتقمص شخصية ذاك الآخر ، كما يشير المنصور إلى استقلالية المثقف الخليجي من براثن الحزب والجماعة أو الطائفة وقدرته على انتقاد الواقع الاجتماعي دون خوف من العزلة أو التقوقع .